للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم صرت إلى النار؛ أفيعيد الله بصري؟ فقال النبيّ عليه السلام للفتى: «إنّ أمّك صدّيقة» .

حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن الأوزاعيّ عن ثابت بن سعيد قال: ثلاث أعين لا تمسّها النار؛ عين حرست في سبيل الله؛ وعين سهرت في كتاب الله؛ وعين بكت في سواد الليل من خشية الله.

أبو حاتم عن العتبيّ قال: حدّثنا أبو إبراهيم قال: لا يكون البكاء إلا من فضل فإذا اشتدّ الحزن ذهب البكاء، وأنشد: [كامل]

فلئن بكيناه يحقّ لنا ... ولئن تركنا ذاك للكبر

فلمثله جرت العيون دما ... ولمثله جمدت فلم تجر

بلغني عن أبي الحارث الليث بن سعد عن أبيه عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: دخل يحيى بن زكريّا بيت المقدس وهو ابن ثماني حجج، فنظر إلى عبّاد بيت المقدس قد لبسوا مدارع الشّعر، وبرانس الصوف، ونظر إلى متهجّديهم أو قال مجتهديهم قد خرقوا التراقي، وسلكوا فيها السلاسل، وشدّوها إلى حنايا بيت المقدس، فهاله ذلك؛ فرجع إلى أبويه فمرّ بصبيان يلعبون فقالوا: يا يحيى، هلمّ فلنلعب قال: إني لم أخلق للّعب، فذلك قول الله تعالى: وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا

«١» فأتى أبويه فسألهما أن يدرّعاه الشّعر ففعلا، ثم رجع إلى بيت المقدس فكان يخدمه نهارا ويصيح فيه ليلا، حتى أتت له خمس عشرة سنة، وأتاه الخوف فساح ولزم أطراف الأرض وغيران «٢» الشّعاب، وخرج أبواه في طلبه فوجداه

<<  <  ج: ص:  >  >>