للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابقى له. واعلم أنّ الماضي قبلك هو الباقي بعدك، وأنّ أجر الصابرين فيما يصابون به أعظم عليهم من النعمة فيما يعافون منه.

ونحوه قول سهل بن هارون: التهنئة على آجل الثواب، أولى من التّعزية على عاجل المصيبة.

وقال بعض الشعراء: [كامل]

كم من يد لا يستقلّ بشكرها ... لله في ظلّ المكاره كامنه

وسقطت مقاديم فم معاوية فشقّ ذلك عليه، فقال له يزيد بن معمر السّلميّ: والله يا أمير المؤمنين، ما بلغ أحد سنّك إلا أبغض بعضه بعضا، ففوك أهون علينا من سمعك وبصرك.

وقال صالح المرّي «١» لرجل يعزّيه: إن لم تكن مصيبتك أحدثت في نفسك موعظة فمصيبتك بنفسك أعظم. ونحوه: شرّ من المرزئة سوء الخلف عنها. ومثله قول الشاعر: [خفيف]

إن يكن ما به أصبت جليلا ... فلفقد العزاء فيه أجلّ

عزى شبيب بن شيبة المهديّ عن بانوقة «٢» ، فقال: يا أمير المؤمنين، ما عند الله خير لها مما عندك، وثواب الله خير لك منها.

عزّى رجل عبد الله بن طاهر «٣» عن ابنته فقال: أيها الأمير، ممّ تجزع؟: [بسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>