للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنان الرمح؛ فلما اتفق الاسمان بين الثعلبين حسن «١» ذكر الوجار في طرف السنان، وهذا نقل المعنى من مثل إلى مثله.

وعليه ورد قول المتنبي أيضا «٢» :

برغم شبيب فارق السّيف كفّه ... وكانا على العلّات يصطحبان «٣»

أنّ رقاب النّاس قالت لسيفه: ... رفيقك قيسيّ وأنت يماني

فإن شبيبا الخارجي الذي خرج على كافور الإخشيدي، وقصد دمشق وحاصرها، وقتل على حصارها؛ كان من قيس، ولم تزل بين قيس واليمن عداوات وحروب، وأخبار ذلك مشهورة، والسيف يقال له «يماني» في نسبته إلى اليمن، ومراد المتنبي من هذا البيت أن شبيبا لما قتل وفارق السيف كفه فكأن الناس قالوا لسيفه: أنت يماني وصاحبك قيسي، ولهذا جانبه السيف وفارقه. وهذه مغالطة حسنة، وهي كالأولى إلا أنها أدق وأغمض.

وكذلك ورد قول بعضهم من أبيات يهجو بها شاعرا، فجاء من جملتها قوله:

وخلطتم بعض القران ببعضه ... فجعلتم الشعراء في الأنعام

ومعنى ذلك أن الشّعراء اسم سورة من القرآن الكريم والأنعام اسم سورة أيضا، والشعراء: جمع شاعر، والأنعام: ما كان من الإبل والبقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>