للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحت الأرض وسبب غيابه عن خدمة سليمان عليه الصلاة والسلام حين سأل عنه ولم يجده هو أن هدهدا من سبأ أخبره أن عرش بلقيس صفته كذا وكذا، فذهب لينظره فدخلت الشمس من مكانه، فرآها سليمان عليه الصلاة والسلام، فتفقده وطلبه، فلما حضر قال: يا نبي الله إني رأيت كيت وكيت، وقص عليه القصة، ويقال أنه قال لسليمان عليه الصلاة والسلام لما أراد تعذيبه: يا نبي الله أذكر وقوفك بين يدي الله تعالى، فارتعد سليمان من هذا الكلام وأطلقه.

الخواص: إذا بخر البيت بريشه طرد الهوام عنه وعينه إذا علقت على صاحب النسيان ذكر ما نسيه وريشه إذا حمله إنسان وخاصم غلب خصمه وقضيت حاجته وظفر بما يريد ولحمه إذا أكل مطبوخا نفع من القولنج، وإن بخر بمخه برج حمام لم يقربه شيء يوذيه، ومن علق عليه لحيه الأسفل أحبه الناس، والله سبحانه وتعالى أعلم.

[(حرف الواو) :]

[(ورشان)]

طير يتولد بين الحمام والفاختة، وهو حسن شديد الحنو يقال إنه يكاد يقتل نفسه إذا أمسك القناص أولاده من شدة حنوه، وقال بعضهم: أنه يقول في صياحه: لدوا للموت وابنوا للخراب، والهدهد يقول: إذا نزل القضاء عمي البصر، والفاختة تقول: ليت هذا الخلق ما خلقوا وليتهم إذا خلقوا علموا لماذا خلقوا وليتهم عملوا لما علموا، والخطاف يقول: قدموا خيرا تجدوه عند ربكم، والحمامة تقول: سبحان ربي الأعلى، والبازي يقول: سبحان ربي وبحمده، والسرطان يقول: سبحان المذكور بكل لسان، والدراج يقول: الرحمن على العرش استوى، والعقاب يقول: البعد عن الناس رحمة، ومن الطيور من يقرأ الفاتحة كالدرة ويمد صوته في الضالين كالقارىء.

[(حرف الياء) :]

[(يأجوج ومأجوج) :]

سموا بذلك لكثرتهم، وقيل: بل هو اسم أعجمي غير مشتق. قال مقاتل: وهم ولد يافث بن نوح عليه الصلاة والسلام، وقول من قال: إن آدم نام، فاحتلم، فالتصق منيه بالتراب، فتولد منه هذا الحيوان مردود بعدم احتلام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وفي الحديث: «يأجوج ومأجوج أمة عظيمة لا يموت أحدهم حتى يرى من صلبه ألف نسمة» انتهى.

وهم أصناف منهم: ما طوله عشرون ذراعا، وما طوله ذراع وأقل وأكثر. وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

أن لهم مخالب الطير، وأنياب السباع، وتداعي الحمام، وتسافد البهائم، ولهم شعور تقيهم الحر والبرد، وإذا مشوا في الأرض كان أولهم بالشام وآخرهم بخراسان، يشربون مياه المشرق إلى بحيرة طبرية، ويمنعهم الله تعالى من دخول مكة والمدينة وبيت المقدس، ويأكلون كل شيء يمرون به، ومن مات منهم أكلوه، ويقال: أن صنفا منهم له أذنان إحداهما صلدة، والأخرى وبرة، فهو يلتحف بإحداهما ويفترش الأخرى.

وفي الحديث: أنه عليه الصلاة والسلام سئل هل بلغتهم الدعوة؟ فقال عليه الصلاة والسلام: دعوتهم ليلة أسري بي، فلم يجيبوا، فهم خلق النار. وفي الحديث أيضا: إن الله عز وجل إذا كان يوما القيامة قال: يا آدم أرسل بعث النار، فيقول يا رب، وما بعث النار؟ فيقول الله تعالى من كل ألف تسعمائة وتسعون للنار وواحدة للجنة، قال:

فاشتد الأمر على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم واحدا. وفي الحديث أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بالردم، فقال:

صفه، فقال يا رسول الله: انطلقت إلى أرض ليس لأهلها إلا الحديد يعملونه، فدخلت في بيت، فلما كان وقت الغروب سمعت ضجة عظيمة أفزعتني، فارتعدت منها قال، فقال صاحب البيت لا بأس عليك إن هذه الضجة أصوات قوم يذهبون هذه الساعة من خلف هذا الردم أتريد أن تنظر إليه فإذا لبنه مثل الصخرة ومساميره مثل جذوع النخل كله من حديد كأنه البرد المخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن ينظر إلى من رأى الردم، فلينظر هذا الرجل، قال المفسرون: وهذا هو السد الذي بناه ذو القرنين، وهذه الأمة خلفه تطلب المجيء إلى هذه الجهة تنقبه كل يوم، فيعيده الله كما كان إلى أن يقضي الله أمره ثم يسلط الله عليهم بعد ذلك دودا يطلع في حلاقيمهم، فيهلكهم الله به، والأخبار في ذلك كثيرة.

[(يجمور)]

دابة وحشية لها قرنان طويلان كأنهما منشاران تنشر بهما الشجر، وقيل: هو كالأيل يلقي قرنيه في كل سنة، وهما صامتان. وقال الجوهري: هو الحمار الوحشي.

نادرة: قيل: ترافق رجلان في طريق، فلما قربا من مدينة من المدن قال أحدهما للآخر: قد صار لي عليك حق، وإني رجل من الجان ولي إليك حاجة، قال: وما هي؟ قال: إذا وصلت إلى المكان الفلاني من هذه

<<  <   >  >>