للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تَرَوَّحَ مَقْرُورًا [١] وَهَبَّتْ عَشِيَّةً [٢] ... لَهَا حدب تحتشّه فَيُوَائِلُ [٣]

فَمَا بَالُ أَهْلِ الدَّارِ لَمْ يَتَصَدَّعُوا [٤] ... وَقَدْ بَانَ مِنْهَا اللَّوْذَعِيُّ الْحُلَاحِلُ [٥]

فَأُقْسِمُ لَوْ لَاقَيْتَهُ غَيْرَ مُوثَقٍ ... لَآبَكَ بِالنَّعْفِ الضِّبَاعُ الْجَيَائِلُ [٦]

وَإِنَّكَ لَوْ وَاجَهْتَهُ إذْ [٧] لَقِيتَهُ ... فَنَازَلْتُهُ أَوْ كُنْتَ مِمَّنْ يُنَازِلُ

لَظَلَّ جَمِيلٌ [٨] أَفْحَشَ الْقَوْمِ صِرْعَةً [٩] ... وَلَكِنَّ قِرْنَ الظَّهْرِ لِلْمَرْءِ شَاغِلُ [١٠]

فَلَيْسَ كَعَهْدِ الدَّارِ يَا أُمَّ ثَابِتٍ [١١] ... وَلَكِنْ أَحَاطَتْ بِالرِّقَابِ السَّلَاسِلُ [١٢]

وَعَادَ الْفَتَى كَالشَّيْخِ لَيْسَ بِفَاعِلِ [١٣] ... سِوَى الْحَقِّ شَيْئًا وَاسْتَرَاحَ الْعَوَاذِلُ [١٤]


[١] المقرور: الّذي أَصَابَهُ القر، وَهُوَ الْبرد.
[٢] فِي الدِّيوَان: «وراحت عَشِيَّة» .
[٣] الحدب: تراكب الرّيح فِي هبوبها كَمَا يتراكب المَاء فِي جريه، وَذَلِكَ إِذا اشتدت. قَالَ السهيليّ:
«والخدب (بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة) أشبه بِمَعْنى الْبَيْت، لأَنهم يَقُولُونَ ريح خدباء، كَأَن بهَا خدبا، وَهُوَ الهوج» .
وتحتثه: تسوقه سوقا سَرِيعا. ويروى: «تجتثه» بِالْجِيم، أَي تقتلعه من الأَرْض. ويوائل: يطْلب موئلا، وَهُوَ الملجأ.
[٤] لم يتصدعوا: لم يتفرقوا. وَفِي الدِّيوَان: «لم يتحملوا» . والتحمل: الرحيل.
[٥] اللوذعي: الْحَدِيد الْبَين اللِّسَان. والحلاحل: السَّيِّد.
[٦] كَذَا فِي الْأُصُول. وآبك: رَجَعَ إِلَيْك وزارك. والنعف: أَسْفَل الْجَبَل. والضباع جمع ضبع، وَهِي من السبَاع. والجيائل: من أَسمَاء الضباع، الْوَاحِد: جيئل. وَرِوَايَة هَذَا الْبَيْت فِي الدِّيوَان:
فو الله لَو لاقيته غير موثق ... لآبك بالجزع الضباع النواهل
والجزع: منعطف الْوَادي. والنواهل: المشتهيات للْأَكْل كَمَا تشْتَهي الْإِبِل المَاء.
[٧] كَذَا فِي الدِّيوَان، وَفِي الْأُصُول: «أَو» .
[٨] فِي الدِّيوَان: «أُسْوَة» .
[٩] كَذَا فِي الْأُصُول. والصرعة (بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة) : هَيْئَة الصرع. وَفِي الدِّيوَان: «تلة» ، وَهِي أَيْضا اسْم للهيئة، من تله يتله: إِذا صرعة.
[١٠] قرن الظّهْر: هُوَ الّذي يَأْتِيهِ من وَرَاء ظَهره من حَيْثُ لَا يرَاهُ. قَالَ السهيليّ: «قرن (بِالْقَافِ) جمعه أَقْرَان، ويروى: (وَلَكِن أَقْرَان الظُّهُور مقَاتل) . وَمُقَاتِل: جمع مقتل (بِكَسْر الْمِيم، مثل محرب من الْحَرْب) ، أَي من كَانَ قرن ظهر فَإِنَّهُ قَاتل وغالب» .
[١١] فِي الدِّيوَان: «يَا أم مَالك» .
[١٢] يُرِيد أَن الْإِسْلَام أحَاط برقابنا، فَلَا نستطيع أَن نعمل شَيْئا.
[١٣] فِي الدِّيوَان: «كالكهل لَيْسَ بقائل» . يَقُول: رَجَعَ الْفَتى عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ من فتوته وَصَارَ كَأَنَّهُ كهل.
[١٤] العواذل: اللوائم من النِّسَاء. واستراح العواذل، لِأَنَّهُنَّ لَا يجدن مِمَّا يعذلن فِيهِ سوى الْعدْل، أَي سوى الْحق.