للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فِي عَيْنِهِ الصَّحِيحَةِ، ثُمَّ تَحَامَلْتُ عَلَيْهِ حَتَّى بَلَغَتْ الْعَظْمَ، ثُمَّ خَرَجْتُ النَّجَاءَ، حَتَّى جِئْتُ الْعَرْجَ [١] ، ثُمَّ سَلَكْتُ رَكُوبَةً [٢] ، حَتَّى إذَا هَبَطْتُ النَّقِيعَ [٣] إذَا رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ، كَانَتْ قُرَيْشٌ بَعَثَتْهُمَا عَيْنًا إلَى الْمَدِينَةِ يَنْظُرَانِ وَيَتَحَسَّسَانِ، فَقُلْتُ اسْتَأْسِرَا، فَأَبَيَا، فَأَرْمِي أَحَدَهُمَا بِسَهْمِ فَأَقْتُلُهُ، وَاسْتَأْسَرَ الْآخَرُ، فَأُوَثِّقُهُ رِبَاطًا، وَقَدِمْتُ بِهِ الْمَدِينَةَ.

سَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى مَدْيَنَ

(بَعْثُهُ هُوَ وَضُمَيْرَةُ وَقِصَّةُ السَّبْيِ) :

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ [٤] : وَسَرِيَّةُ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى مَدْيَنَ. ذَكَرَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ ابْن [٥] حَسَنٍ، عَنْ أمه فَاطِمَة بنت الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمْ رِضْوَانُ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ نَحْوَ مَدْيَنَ، وَمَعَهُ ضُمَيْرةَ مَوْلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَأَخٌ لَهُ. قَالَتْ: فَأَصَابَ سَبْيًا مِنْ أَهْلِ مِينَاءَ، وَهِيَ السَّوَاحِلُ، وَفِيهَا جُمَّاعٌ [٦] مِنْ النَّاسِ، فَبِيعُوا، فَفُرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ يَبْكُونَ، فَقَالَ: مَا لَهُمْ؟ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فُرِّقَ بَيْنَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَبِيعُوهُمْ إلَّا جَمِيعًا. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَرَادَ الْأُمَّهَاتَ وَالْأَوْلَادَ.

سَرِيَّةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ لِقَتْلِ أَبِي عَفَكٍ

(سَبَبُ نِفَاقِ أَبِي عَفَكٍ) :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَغَزْوَةُ سَالِمِ بْنِ عُمَيْرٍ لِقَتْلِ أَبِي [٧] عَفَكٍ، أَحَدُ بَنِي عَمْرِو


[١] العرج: اسْم منزل بطرِيق مَكَّة، أَو وَاد بالحجاز. (انْظُر الْقَامُوس) .
[٢] ركوبة، قَالَ فِي الْقَامُوس: ثنية بَين الْحَرَمَيْنِ.
[٣] النقيع: مَوضِع بِبِلَاد مزينة على لَيْلَتَيْنِ من الْمَدِينَة.
[٤] هَذِه الْعبارَة سَاقِطَة فِي أ.
[٥] فِي أ: «عبد الله بن حُسَيْن بن حسن» وَهُوَ تَحْرِيف.
[٦] الْجِمَاع: من الأضداد، يكون تَارَة المجتمعين، وَتارَة المفترقين، وَأَرَادَ بِهِ هُنَا جماعات من النَّاس مختلطين.
[٧] كَذَا فِي أ. وَفِي سَائِر الْأُصُول: «غَزْوَة سَالم بن عُمَيْر أَبَا عفك» .