للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَالَ الطِّرِمَّاحُ بْنُ حَكِيمٍ الطَّائِيُّ يَصِفُ الْحِرْبَاءَ:

يُوفِي عَلَى جِذْمِ الْجُذُولِ كَأَنَّهُ ... خَصْمٌ أَبَرَّ عَلَى الْخُصُومِ أَلَنْدَدِ [١]

وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ [٢] : قَالَ تَعَالَى: وَإِذا تَوَلَّى ٢: ٢٠٥: أَيْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِكَ سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها، وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ، وَالله لَا يُحِبُّ الْفَسادَ ٢: ٢٠٥ أَيْ لَا يُحِبُّ عَمَلَهُ وَلَا يَرْضَاهُ. وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهادُ. وَمن النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ الله، وَالله رَؤُفٌ بِالْعِبادِ ٢: ٢٠٦- ٢٠٧: أَيْ قَدْ شَرَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْ اللَّهِ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، وَالْقِيَامِ بِحَقِّهِ، حَتَّى هَلَكُوا عَلَى ذَلِكَ، يَعْنِي تِلْكَ السَّرِيَّةَ.

(تَفْسِيرُ ابْنِ هِشَامٍ لِبَعْضِ الْغَرِيبِ) :

قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: يَشْرِي نَفْسَهُ: يَبِيعُ نَفْسَهُ، وَشَرَوْا: بَاعُوا. قَالَ يَزِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ [٣] بْنِ مُفَرَّغٍ الْحِمْيَرِيُّ:

وَشَرَيْتُ بُرْدًا لَيْتَنِي ... مِنْ [٤] بَعْدِ بُرْدٍ كُنْتُ هَامَهُ [٥]

بُرْدٌ: غُلَامٌ لَهُ بَاعَهُ. وَهَذَا الْبَيْتُ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ. وَشَرَى أَيْضًا: اشْتَرَى.

قَالَ الشَّاعِرُ:


[١] يُوفى: يشرف. والجذم: الْقطعَة من الشَّيْء، وَقد يكون الأَصْل أَيْضا. والجذول: الْأُصُول، الْوَاحِد: جذل. وَأبر: أَي زَاد وَظهر عَلَيْهِم. ويروى «أبن» بالنُّون، أَي أَقَامَ وَلم يفهم الْخُصُومَة، يُقَال: ابْن فلَان بِالْمَكَانِ: إِذا أَقَامَ بِهِ.
[٢] كَذَا فِي أ. وَفِي سَائِر الْأُصُول: «وَإِذا تَوَلَّى سَعى فِي الْأَرْضِ ٢: ٢٠٥» . قَالَ ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مولى لآل زيد بن ثَابت عَن عِكْرِمَة أَو عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: «أَي خرج من عنْدك سعى فِي الأَرْض» .
[٣] هَذِه الْكَلِمَة سَاقِطَة فِي أ.
[٤] فِي أ: «من قبل» وَهِي رِوَايَة فِيهِ.
[٥] الهامة: طَائِر كَانَت الْعَرَب تزْعم أَنه يخرج من رَأس الْقَتِيل، فَلَا يزَال يَقُول: اسقوني اسقوني، حَتَّى يُؤْخَذ بثأره.