للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[ذكر الأكراد]]

٥٧٢ فأمّا الكرد فقد تنازع الناس فيهم، فمنهم من رأى أنّهم من ربيعة، ومنهم من رأى أنّهم من مضر من ولد كرد بن مرد «١» بن صعصعة بن هوازن، انفردوا في قديم الزمان لوقائع كانت بينهم وبين غسّان وانضافوا إلى الجبال وجاوروا من هناك من الأعاجم فخالفوا عن لسانهم وصارت لغتهم أعجمية. ومن الناس من ألحقهم بإماء سليمان بن داود حين سلب ملكه ووقع الشيطان المعروف بالجسد على إمائه المنافقات، لأنّ الله عزّ وجلّ عصم منه المؤمنات.

فلمّا ردّ الله عزّ وجلّ على سليمان ملكه أخرج الإماء الحوامل من الشيطان فقال: اكردوهنّ في الجبال. فوضعن هناك وتناسلوا، فذلك بدء الأكراد.

ومنهم من رأى أنّ الضحّاك ذا الأفواه المقدّم ذكره كان يقتل كلّ يوم رجلين يطعم أدمغتهما للحيّتين اللّتين كانتا في كتفيه على ما تقدّم ذكره، فكان وزيره يذبح رجلا وكبشا كلّ يوم ويخلط أدمغتهما ويستحيي رجلا ويطرد من يخلص منهما إلى الجبال، فهم الأكراد.

٥٧٣ ق: يزعم أنّ الأكراد فضل طعام بيوراسف لأنّه كان يذبح كلّ يوم إنسانين ويتّخذ من لحومهما طعامه، وكان وزيره يدعى أرمائيل، فكان يذبح واحدا ويستحيي واحدا يبعث به إلى جبال فارس، فتوالدوا هناك.

<<  <  ج: ص:  >  >>