للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطريق من مدينة القيروان إلى قلعة أبي طويل]

١١٩٣ وهي قلعة كبيرة ذات منعة وحصانة. (فلمّا كان) «١» خراب القيروان انتقل إليها أكثر أهل إفريقية، وهي اليوم مقصد التجّار وبها تحلّ الرجال من العراق والحجاز ومصر والشام وسائر بلاد المغرب، وهي اليوم مستقرّ مملكة صنهاجة.

وبهذه القلعة كان احتصن أبو يزيد مخلد بن كيداد بن اسماعيل على ما نذكره (في موضعه من هذا الكتاب) «٢» إن شاء الله.

١١٩٤ تخرج من القيروان إلى وادي الرمال أربعون ميلا، وهي قرية «٣» زيتونها كثير ورمالها حمر، ومنها إلى سبيبة وهي مدينة أوّلية «٤» ذات أنهار وثمار، ومنها إلى قلعة الديك، ومنها إلى السكّة «٥» قلعة جليلة وبها مجمع سوق، ومنها إلى مدينة مجانة المطاحن وهي مدينة قديمة وبها مقطع حجارة الأرحاء ليس على الأرض مثله، ومنها إلى نهر ملّاق نهر عظيم عليه آثار قديمة، وفي الشرق منه مدينة تبسّا «٦» وهي مدينة أوّلية «٧» فيها آثار للأوّل كثيرة وهي كثيرة الثمار والأشجار، ومنها إلى قرية مسكيانة وهي على نهر. وهذه المواضع كلّها محلّاة باسم من يأتي بعد إن شاء الله. ومنها إلى مدينة باغاية «٨» وهي مدينة جليلة أوّلية ذات أنهار وثمار ومزارع ومسارح على مقربة منها جبل أوراس وهو المتّصل بالسوس، وبهذا الجبل قام أبو يزيد مخلد بن كيداد الزناتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>