للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢٥٣ وتقابلها جزيرة في البحر تسمّى جزيرة أرشقول بينها وبين البرّ قدر صوت رجل «١» جهير الصوت «٢» في سكون (البحر، وهي مستطيلة) «٣» من القبلة إلى الجوف عالية منيفة. وإليها لجأ الحسن بن عيسى بن أبي العيش صاحب جراوة وتخلّى (ممّا كان بيده لمّا غلب) «٤» على ذلك موسى بن أبي العافية على ما نبيّنه بعد هذا إن شاء الله تعالى. فكتب موسى بن أبي العافية إلى صاحب الأندلس عبد الرحمان بن محمّد يسأله نصرته عليه ويقرّب له المأخذ، وأعانه على ذلك أبو محمّد عبد الملك بن أبي حمامة عند موسى «٥» بن محمّد بن جدير. فأمر عبد الرحمان أهل بجانة وغيرهم من أهل السواحل بإقامة خمسة عشر مركبا حربية ثمّ جهّزها بالرجال والسلاح والأزودة والأموال، فأحاطت بهذه الجزيرة وقتلوا كثيرا ممّن كان فيها وحاصروهم حتّى كادوا يهلكون عطشا لمّا نفدت مياه جبابهم حتّى تداركهم الله بغيث وابل.

فلم يطمع فيهم أهل الأسطول حين سقوا وانصرفوا قافلين، فوصلوا إلى المرية في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة. ثمّ ظفر البوري بن موسى بن أبي العافية بالحسن بن عيسى الّذي لجأ إلى أرشقول وبعث به إلى عبد الرحمان بن محمّد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

ذكر الحصون الّتي بساحل تلمسان سوى مدينة أرشقول

١٢٥٤ مدينة أسلن «٦» وهي شرقي أرشقول حصينة، وهي مدينة قديمة عليها سور صخر وبها جامع وسوق، يسكنها مغيلة، ولها نهر يصبّ في البحر من شرقيها

<<  <  ج: ص:  >  >>