للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال العماد ابن كثير: وكأن أصله - والله أعلم - مأخوذ من أهل الكتاب١.

قلت: وهذا بعيد جدا.

قوله: "قال ابن حزم: اتفقوا على تحريم كل اسم معبد لغير الله كعبد عمرو وعبد الكعبة، وما أشبه ذلك، حاشا عبد المطلب".

ابن حزم: هو عالم الأندلس، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبي الظاهري. صاحب التصانيف، توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة. وله اثنتان وسبعون سنة.

وعبد المطلب هذا: هو جد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وما فوق عدنان مختلف فيه. ولا ريب أنهم من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل -عليهما السلام-.

حكى -رحمه الله- اتفاق العلماء على تحريم كل ما عبد لغير الله؛ لأنه شرك في الربوبية والإلهية; لأن الخلق كلهم ملك لله وعبيد له، استعبدهم لعبادته وحده، وتوحيده في ربوبيته وإلهيته، فمنهم من عبد الله ووحده في ربوبيته وإلهيته، ومنهم من أشرك به في إلهيته وأقر له بربوبيته وأسمائه وصفاته، وأحكامه القدرية جارية عليهم ولا بد، كما قال تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} ٢ فهذه هي العبودية العامة. وأما


١ قال ابن كثير: وهذه الآثار يظهر عليها -والله أعلم- أنها من آثار أهل الكتاب, أما نحن فعلى مذهب الحسن البصري في هذا, وأنه ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء, وإنما المشركون من ذريته، ولهذا قال: (فتعالى الله عما يشركون) .
فائدة: قال شيخنا العلامة الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ- أطال الله حياته لنفع المسلمين- ((أما قوله تعالى في آخر الآية: (فتعالى الله عما يشركون) فليس المراد به آدم وحواء؛ لأن الكلام قد تم قبله, وهذا ابتداء كلام مستأنف, وإنما المراد به المشركون، وما ساقه الشارح -رحمه الله- في قوله: (فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما) هو القول المعتمد الذي يدل عليه ظاهر القرآن)) . اهـ.
٢ سورة مريم آية: ٩٣.

<<  <   >  >>