للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولأنه حريفٌ، وقد علمت أن جوهر الحريف نارىٌّ، ولحم ثمره مركَّبٌ من مائيةٍ وأرضية، ولذلك هو إلى تَفَاهة (١) ، لأجل المائية؛ وإلى (٢) غِلَظٍ وكثافةٍ لأجل الأرضية. ولذلك، يعسر هضمه، ويولِّد الرياح والنفخ، وذلك لأجل غلظ جِرْمه، وذلك لأن هذا اللحم - مع فجاجته - هو كغذاء اللُّبِّ الذى فى الحبِّ، والغذاءُ يجب أن يكون شبيهاً بالمغتذى.

وهذا الحبُّ، يجب أن يكون كثير الأرضية، ليكون صالحاً لأن تتكوَّن (٣) منه الشجرة. فلذلك، يجب أن يكون هذا اللحم كذلك. ومائيةُ هذا اللحم إلى جمودٍ، لأنها - بَعْدُ - لم تنضج وتتعدَّلُ، ولذلك يحدث عن هذا اللحم رياحٌ كثيرةٌ. ولذلك كان هذا اللحم لايُلاقى الحبَّ، لأنه لم يصلح بعد لتغذيته، وذلك لأجل فجاجته.

وأما الحمض الذى فى ثمرة الأترجِّ (٤) فحموضته تحدث (٥) من غليان المائية بعد انفصالها من اللحم. وذلك، لأن هذا الحمض يلاقى الحبَّ، فيجب أن يكون أنضج من اللحم. وذلك إنما يتمُّ بالحرارة، لأجل برد مائية اللحم - كما قلناه - والحرارةُ إذا حدثت، فهى لامحالة تسخِّنها، وإذا اشتدَّت سخونة الماء حدث لها - لامحالة - الغليان؛ وهو يُحدث للحموضة، كما بيَّنَّاه.

ولكن هذه الأرضية، لابد وأن تكون لطيفة؛ لأنها تَلْطُف بالحرارة المحدثة للغليان. ومع ذلك، فلابد وأن تكون يسيرةٌ بالنسبة إلى أرضية اللحم. وذلك لأن


(١) يقصد؛ لا لذع فيه.
(٢) هنا ينتهى الموضع الساقط من هـ.
(٣) :. يتكون.
(٤) العبارة في هامش ن مسبوقة بكلمة: مطلب.
(٥) الكلمة مكررة في هـ.