للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل السابع في فِعْلِه في الأَمْرَاضِ التي لا اخْتِصَاصَ لها بِعُضوٍ عُضو

أما حماضُ الأُتْرُجِّ فإنه لأجل قوة بَرْده مع حموضته، هو شديدُ القمع للصفراء، وينفع كثيراً من أمراضها مثل الغِبِّ والمحرقة (١) . ويسكِّن اللهيب والحرارة، ويجلو (٢) الآثار التى تكون فى الجلد، كالنَّمَش والبَرَص والكَلَف ويُصلح اللون؛ وذلك لأجل قوة جلائه (٣) .

وينفع جداً من القوباء (٤) وذلك لأنه مع يبوسته المجفِّفة لما يكون فى القوباء من الرطوبة الحادة، هو - أيضاً - لشدة تقطيعه، يصغِّر أجزاء المادة الغليظة التى


(١) هما نوعان من الحمَّى: حمى الغب التي تأتي نوباتها في يومٍ وتدع يوماً ثم تأتي في اليوم التالي، وهي تسميةٌ مشتقةٌ من عِبِّ الوِرْدِ لأنه تأخذ يوماً وترفِّه يوماً، ومن غِبِّ الإبل إذا شربت يوماً وعطشت يوماً. ومن هنا قيل: زُرْغباً تزدَدْ حباً. وكانت هذه الحمى قديماً تسمى طريطاوس وهي تُعرف اليوم بحمى الملاريا التي يسببها البلازموديوم فيفاكس (راجع: لسان العرب ٩٥١/٢ - القانون ٣٤/٣ - معجم المصطلحات العلمية ص ١٨٤) والحمى المحرقة التي كانت تسمى قديماً فاريقوس هي على وجهين: محرقة صفراوية، ومحرقة بلغمية. وهي أشد من الغِبِّ وإذا عرضت للمشايخ، هلكوا (القانون في الطب ٣٨/٣) .
(٢) ن: يجلوا.
(٣) :. جلاه.
(٤) قوباء (الجمع: قوابي) مرض جلدي يسقط معه الشعر، وهو يصيب الإنسان والخيل (معجم المصطلحات العلمية ص ٥٥٩) .