للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك بقوة جلائه وتحليله (١) . وإذا غُسل بعد إحراقه، كان أنفع لقروح العين وسائر أمراضها، وذلك لأجل إزالة الغسل (٢) ما يكون فيه من الحدة.

وإذا وضع الإسْفَنْجُ على الأورام الباردة المادة، نفع منها؛ وذلك لأجل تحليله، وقوة تجفيفه وجلائه. وإذا كانت هذه الأورام من بلغمٍ رقيق، نفع منها - وحده - وإذا كانت من مادة غليظة، فينبغى أن يكون هذا الإسْفَنْجُ مغموساً بالخل؛ لأن هذا الخل بتقطيعه وتلطيفه، يُعين (٣) على تحليل (٤) هذه المادة بالجلاء (٥) والتجفيف والتحليل. وكذلك إذا كانت هذه المادة مع (٦) غلظها غائصةً - كمادة أورام الطحال - فإن هذا الإسْفَنْجَ ينفع منها جداً، خاصةً إذا كان ذلك الخلُّ عُنْصُلياً (٧) . وإذا أُدخل فى القروح العتيقة فتيلةٌ من إسْفَنْجٍ حديث (٨) ، جَفَّفت تلك القروح.


(١) :. وكليله.
(٢) :. العسل.
(٣) :. يعين الأوضع.
(٤) هـ: الحليل.
(٥) ن: بالجلاه.
(٦) - ن.
(٧) العُنصُلُ: هو بصلُ البَرِّ، وله ورق مثل الكرَّاتث يظهر منبسطاً وله فى الأرض بصلةٌ عريضة. ويذكر الملك المظفر طريقتين لعمل خَلِّ العنصل؛ الطريقة الأولى: إذا ركب على الخل أوقية من طبقات العنصل المنشف والمظلل وأغلى حتى يتهرأ، ويُشمَّس ويترك سبعة أيام فى الشمس ثم يصفى ويشرب من هذا الخل فى كل يوم على الريق وزن درهمين؛ نفع من نتن الفم الكائن عن جُشاء. والطريقة الثانية: يؤخذ من بصل العنصل، فينقَّى ويقطع بسكين خشب، ونشكُّ قطعه من خيط متفرقة، لا يماس بعضها بعضاً، ويُجفَّف فى الظل أربعين يوماً ثم يؤخذ مقدار منه ويلقى عليه اثنا عشر قسطاً من خل ثقيف، ويوضع على الشمس ستين يوماً وتكون الآنية مغطاة؛ ثم يؤخذ العفصل ويعتصر ويؤخذ الخل فيصفى ويرفع (المعتمد ١٣٣، ٣٤٢) .
(٨) هـ: حدثت.