للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا تسدين إلي عارفةً ... حتى أقوم بشكر ما سلفا

ومن الأحاسن قول إبراهيم بن المهدي للمأمون:

رددت مالي ولم تبخل علي به ... وقبل ردك مالي قد حقنت دمي

فأبت عنك وقد أوليتني نعما ... هي الحياتان من موتٍ ومن عدم

وقول أبي تمام:

لأن جحدتك ما أوليت من حسنٍ ... إني لفي اللؤم أحظى منك في الكرم

رددت رونق وجهي في صحيفته ... رد الصقال بهاء الصارم الخذم

وما أبالي وخير القول أصدقه ... حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي

وله أيضاً:

ممطراً لي بالجاه والمال لا أل ... قاك إلا مستوهباً أو وهوبا

فإذا ما أردت كنت رشاءً ... وإذا ما أردت كنت قليبا

ومن أحسن ما قيل في شكر إعادة البر قول جحظة:

مازلت تحسن ثم تحسن عائداً ... وأعود شاكر نعمةٍ فتعود

وتزيد في النعمى وأشكر جاهداً ... وكذاك نحن تعيد لي فأعود

ومن أحسن ما قيل في العذر قول إبراهيم بن المهدي:

أغثني أمير المؤمنين بنظرةٍ ... تزول بها عني المهانة والذل

فإلا أكن أهلاً لما منك أرتجي ... فأنت أمير المؤمنين له أهل

وعفوك أرجو لا البراءة إنه ... أبى الله إلا أن يكون لك الفضل

وقوله أيضاً:

ذنبي إليك عظيمٌ ... وأنت للعفو أهل

فإن عفوت ففضلٌ ... وإن أخذت فعدل

ومما ينخرط في سلك هذا الفصل قول ابن المعتز وهو نهايةٌ في الحسن والظرف:

يا سيدي قد عثرت خذ بيدي ... ولا تدعني ولا تقل تعسا

<<  <   >  >>