للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَوْ أَنَّ بِالْحِيَلِ الْغِنَى لَوَجَدْتنِي ... بِنُجُومِ أَفْلَاكِ السَّمَاءِ تَعَلُّقِي

لَكِنَّ مَنْ رُزِقَ الْحِجَا حُرِمَ الْغِنَى ... ضِدَّانِ مُفْتَرَقَانِ أَيَّ تَفَرُّقِ

فَإِذَا سَمِعْت بِأَنَّ مَحْرُومًا أَتَى ... مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاصَ فَصَدِّقْ

أَوْ أَنَّ مَحْظُوظًا غَدَا فِي كَفِّهِ ... عُودٌ فَأَوْرَقَ فِي يَدَيْهِ فَحَقِّقْ

وَقَالَ غَيْرُهُ:

وَلَيْسَ رِزْقُ الْفَتَى مِنْ حُسْنِ حِيلَتِهِ ... لَكِنْ حُظُوظٌ بِأَرْزَاقٍ وَأَقْسَامِ

كَالصَّيْدِ يُحْرَمُهُ الرَّامِي الْمُجِيدُ وَقَدْ ... يَرْمِي فَيُرْزَقُهُ مَنْ لَيْسَ بِالرَّامِي

وَقَالَ خَاتِمَةُ الْمُحَقِّقِينَ، وَنَادِرَةُ الْمُدَقِّقِينَ، الْعَلَّامَةُ الْأَوْحَدُ، وَالْفَهَّامَةُ الْأَمْجَدُ، الْوَحِيدُ الْأَلْمَعِيُّ، وَالْفَرِيدُ اللَّوْذَعِيُّ، الْمُحَقِّقُ عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ أَبِي الْمَوَاهِبِ، الْمُنْتَقِلُ إلَى سَعَةِ رَحْمَةِ الْوَاهِبِ، لَيْلَةَ الْأَحَدِ فِي الثُّلُثِ الْأَخِيرِ فِي أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُمَادَى الثَّانِيَةِ فِي سَنَةِ تِسْعَةَ عَشَرَ وَمِائَةٍ وَأَلْفٍ، وَقَدْ أَخَذْنَا عَنْ عِدَّةِ شُيُوخٍ أَخَذُوا عَنْهُ، وَقَدْ شَارَكْنَاهُ فِي أَكْثَرِ مَشَايِخِهِ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - وَرَضِيَ عَنْهُ آمِينَ، مُشَطِّرًا لِلْأَبْيَاتِ الْمَنْسُوبَةِ لِسَيِّدِنَا جَعْفَرٍ الصَّادِقِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَعَنْ آبَائِهِ الْأَطْهَرِينَ، وَهِيَ:

عَتَبْت عَلَى الدُّنْيَا وَقُلْت إلَى مَتَى ... تُسِيئِينَ صُنْعًا مَعَ ذَوِي الشَّرَفِ الْجَلِيّ

أَفَاقِدَةُ الْإِنْصَافِ حَتَّى عَلَيْهِمْ ... تَجُودِينَ بِالْهَمِّ الَّذِي لَيْسَ يَنْجَلِي

فَكُلُّ شَرِيفٍ مِنْ سُلَالَةِ هَاشِمٍ ... بِسَيِّئٍ حَظٍّ فِي مَذَاهِبِهِ اُبْتُلِيَ

وَمَعَ كَوْنِهِ فِي غَايَةِ الْعِزِّ وَالْعُلَا ... يَكُونُ عَلَيْهِ الرِّزْقُ غَيْرَ مُسَهَّلِ

فَقَالَتْ نَعَمْ يَا بْنَ الْبَتُولِ لِأَنَّنِي ... خَسِيسَةُ قَدْرٍ عَنْ عُلَاكُمْ بِمَعْزِلِ

وَأَمَّا إسَاءَاتِي فَذَلِكَ أَنَّنِي ... حَقَدْت عَلَيْكُمْ حِينَ طَلَّقَنِي عَلِيٌّ

مَطْلَبٌ: فِي وَصْفِ ضِرَارِ بْنِ ضَمْرَةَ الْإِمَامَ عَلِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ لِمُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -

قُلْت: وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: حَقَدْت عَلَيْكُمْ حِينَ طَلَّقَنِي عَلِيٌّ، إلَى مَا رَوَيْنَاهُ بِالسَّنَدِ الْمُتَّصِلِ إلَى الْإِمَامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ، قَالَ نَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي صَادِقٍ الْحُرِّيُّ نَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَاكَوَيْهِ الشِّيرَازِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَهْدٍ حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ إبْرَاهِيمَ السَّاجِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنُ دِينَارٍ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو الْأَسَدِيُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>