للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠١٣ - (خ م) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «رأيتُ في المنام أنِّي أُهَاجِرُ من مكة إلى أرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وهَلِي إلى أنها الْيَمَامَةُ، أو هَجَرُ، فإذا هي المدينةُ يَثْرِبُ، ورأيتُ في رُؤْيايَ هذه: أنِّي هَزَزْتُ سَيْفاً، فانقطع صدرهُ، فإذا هو ما أُصيب به المؤمنونَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى، فَعادَ أحْسَنَ ما كانَ، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيتُ فيها أيضاً بَقَراً (١) ، واللهُ خَيْرٌ (٢) ، فإذا هم النَّفرُ من ⦗٥٣٩⦘ المؤمنينَ يوم أُحُدٍ، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعدُ، وثوابُ الصِّدْقِ الذي آتَانَا اللهُ بعدُ يومَ بدْرٍ» أخرجه البخاري، ومسلم.

إلا أَنَّ عند البخاري عن أبي موسى: أُرى عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم - بالشك.

وعند مسلم: عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «بغير شك (٣) » .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أهاجر) الهجرة عند العرب: خروج البدوي من البادية إلى المدن، ليقيم بها. يقال: هاجرت إلى مدينة كذا: أي قصدتها للإقامة فيها.

(وهلي) يقال: وهل إلى الشيء بالفتح، يهل [ويوهل] : بالكسر، وهلاً بالسكون: إذا ذهب وهمه إليه (٤) .


(١) جاء في رواية لأحمد والنسائي والدارمي من حديث حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر، وفي رواية لأحمد: حدثنا جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقراً تنحر ".
(٢) قال القاضي عياض: ضبطنا هذا الحرف عن جميع الرواة " والله خير " برفع الهاء من " الله " والراء من " خير " على المبتدأ والخبر و " بعد يوم بدر " بضم دال " بعد " ونصب " يوم " قال: وروي بنصب الدال.
قالوا: ومعناه: ما جاءنا الله به بعد بدر الثانية من تثبيت قلوب المؤمنين، لأن الناس جمعوا لهم وخوفوهم، فزادهم ذلك إيماناً {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} وتفرق العدو عنهم هيبة لهم. قال القاضي: قال أكثر شراح الحديث: معناه: ثواب الله خير. أي: صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا. قال القاضي: والأولى قول من قال: " والله خير " من جملة الرؤيا وكلمة ألقيت إليه وسمعها في الرؤيا عند رؤيا البقر، بدليل تأويله لها بقوله صلى الله عليه وسلم: " وإذا الخير ما جاء الله به " نقله عنه النووي في " شرح مسلم " ⦗٥٣٩⦘ ووقع في رواية ابن إسحاق: وإني رأيت والله خيراً، رأيت بقراً. قال الحافظ: وهي أوضح.
(٣) البخاري ١٢ / ٣٦٩ و ٣٧٠ في التعبير، باب إذا رأى بقراً تنحر، وباب إذا هز سيفاً في المنام، وفي الأنبياء، باب علامات النبوة في الإسلام، وفي المغازي، باب فضل من شهد بدراً، وباب من قتل من المسلمين يوم أحد، ومسلم رقم (٢٢٧٢) في الرؤيا، باب رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم.
(٤) هذا التفسير على أن " وهلي " بسكون الهاء، وقد نقل ابن حجر في " الفتح " عن ابن التين أنه رواه " وهلي " بفتح الهاء، ومعناه: الفزع، قال: ولعله وقع في الرواية على مثل ما قالوه في البحر بحر بالتحريك، وكذا النهر والنهر والشعر والشعر، قال الحافظ: وبهذا جزم أهل اللغة: ابن فارس والفارابي والجوهري والقالي وابن القطاع.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الدارمي (٢١٦٤) قال: نا عبد الله بن سعيد. و «البخاري» (٢٤٧١٤، ٥/١٠٠،، ١٣١ ٥٢١٩) قال: ثنا محمد بن العلاء. و «مسلم» (٧/٥٧) قال: ثنا أبو عامر عبد الله بن براد الأشعري، وأبو كريب محمد بن العلاء. و «ابن ماجة» (٣٩٢١) قال: ثنا محمود بن غيلان. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (٩٠٤٣) عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي خمستهم - عبد الله ابن سعيد - وأبو كريب، وأبو عامر، ومحمود، وموسى) عن أبي أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن جده أبي بردة فذكره.
* رواية عبد الله بن سعيد، والبخاري (٥/١٣١) لم يذكر قصة الهجرة.
* رواية البخاري (٥/١٠٠) مختصرة على آخره. وفي روايات البخاري: (عن أبي بردة، عن أبي موسى- أراه عن النبي صلى الله عليه وسلم) .
* وهذا لفظ صحيح مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>