للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٢٤٤٨] محمدُ بنُ إدريس الشّافِعي

هو الإمام أبو عبد الله محمدُ بنُ إدريس بن العبَّاس بن عثْمان بن شافع بن السَّائب بن عُبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المُطّلب بن ⦗٨٦٩⦘ عبد مناف القُرَشيُّ المُطَّلبيُّ، لقي شافعُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- وهو مترعرع، وأسلم أبوه السائب يوم بدر، كان السائبُ صاحبَ رايةِ بني هاشم فأُسِرَ وفدَى نَفسَه، ثم أسلَم.

وُلِدَ الشَّافعيُّ بغَزَّةَ سنةَ خمسين ومائة، وحُمِل إلى مكةَ وهو ابن سنتين، وقيلَ: وُلِدَ بعَسْقَلان، وقيل: باليمن.

ومناقبُه أكثرُ من أن تُعدَّ وفضائلُه أكثرُ من أن تُحْصى، إمام الدنيا وعالمُ الأرضِ شرقاً وغرباً، جمعَ اللهُ له من العلومِ والمفاخر ما لم يَجْمَعْ لإِمَام قبلَه ولا بعدَه، وانتشر له من الذِّكر ما لم ينتشر لأحد سواه، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: أيُّ رجل كان الشافعيُّ فإني سمعتُكَ تُكْثرُ من الدُّعاء له؟ فقال لي: يا بُنيَّ كان الشَّافعيُّ كالشمس للنهار، وكالعافية للناسِ، فانظرْ هل لهذين من خَلف أو عنهما عوض. وقال أحمد بن حنبل: ما بتُّ منذ ثلاثين سنة إلَاّ وأنا أدعو للشافعيِّ، وأستغفرُ له. وقال أبو ثور: من زعم أنه رأى مثلَ محمد بن إدريس في علمهِ وفصاحتِه ومعرفتِه وثباتِه وتمكُّنه فقد كذبَ. كان منقطعَ القرين في حياته فلمّا مضى لسبيله لم يُعْتَضْ منه. قدمَ بغدادَ سنة خمس وتسعين ومائة، وأقامَ بها سنين ثم خرجَ إلى مكةَ، ثم قدمها سنة ثمان وتسعين فأقامَ أشهراً ثم خرج إلى مصرَ ومات بها في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين وله أربع وخمسون سنة.

سمع مالكَ بنَ أنس، وإبراهيمَ بنَ سعد، وسُفيانَ بنَ عيينةَ، وداودَ بن عبد الرحمن، وعبدَ العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدي، ومُسلمَ بنَ خالدِ الزَّنْجي، وإبراهيمَ بن أبي يحيى، وعمَّه محمدَ بن علي بن شافع، وعبدَ الله بن الحارث المَخزومي، ومحمدَ بنَ إسماعيلَ بن أبي فُدَيْك، وسعيدَ بن سالم القَدَّاح، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عُلَيَّة، وخلقاً سواهم كثيراً.

حدَّثَ عنه سليمانُ بنُ داودَ الهاشمي، وأحمدُ بنُ حنبل، وأبو ثورِ إبراهيمُ بن خالد، [والحسين بن علي الكَرَابيسي] (١) ، والحُسنُ بنُ محمد الزعفراني، وأبو إبراهيم المُزَني، والرَّبيع بن سليمان المرادي، وخلق كثير غيرهم. ⦗٨٧٠⦘ اتفق العلماء قاطبة من أهلِ الفقهِ والأصول، والحديث، واللغة، والنحو، وغير ذلك على ثقتهِ، وأمانتهِ، وعدالتهِ، وزهده وورعه، وتقواه، وجوده، ونزاهة عرضه، وعفة نفسه، وحسن سيرته، وعلوِّ قدره، فالمُطنبُ في وصفه مُقصّر، والمُسهبُ في مدحه مقتَصر. - رحمةُ الله عليه -.

الزَّنْجي: بفتح الزاي، وسكون النون، وبالجيم.

وفُدَيْك: بضم الفاء، وفتح الدال المهملة، وسكون الياء وبالكاف.

والقَدَّاح: بفتح القاف، وتشديد الدال المهملة، وبالحاء المهملة.

والماجَشون: بفتح الجيم، وضم الشين المعجمة، وبالنون.

والكَرابِيْسي. بكسر الباء الموحدة، وسكون الياء، وبالسين المهملة.


(١) الزيادة من م، وهي ساقطة من خ.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
(٢٤٤٨) تهذيب الكمال (٣/١١٦١) ، تهذيب التهذيب (٩/٢٥) ، تقريب التهذيب (٢/١٤٣) ، خلاصة تهذيب الكمال (٢/٣٧٧) ، الكاشف (٣/١٧) ، تاريخ البخاري الكبير (١/٤٢) ، تاريخ البخاري الصغير (٢/٣٠٢) ، الجرح والتعديل (٧/١١٣٠) ، الوافي بالوفيات (٢/١٧١) ، تاريخ بغداد (٢/٥٦) ، تراجم الأحبار (٤/٣١) ، المعين (٣٢) ، سير الأعلام (١٠/٥) والحاشية.

<<  <  ج: ص:  >  >>