للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٨٣ - (خ م د ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «مَا رَأْيتُ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- مُستَجْمِعاً قَطُّ ضَاحِكاً حتى تُرى منه لَهَوَاتُهُ (١) ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّم» .

زاد في رواية: «فَكَانَ إِذَا رَأى غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِهِ، قالت: يا رسول الله، النَّاسُ إذا رَأوا الغَيمَ فَرِحُوا، رَجَاءَ أنْ يَكُونَ فيه المطرُ، وَأراكَ إذا رَأيتَ غَيْماً عُرِفَ فِي وَجْهِكَ الكرَاهِيَةُ؟ فقال: يا عائشةُ، وَمَا يُؤمِّنُني أنْ يكونَ فِيه عَذَابٌ؟ قد عُذِّبَ قومٌ بالرِّيحِ، وقد رَأى قومٌ العذاب، فقالوا: {هَذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: ٢٤] »

وفي رواية قالت: «كان رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رَأى مَخِيلَة فِي السَّمَاءِ أَقْبَلَ وأَدْبَرَ وَدَخَلَ وَخَرَجَ، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ، فَإِذا أمْطَرَتِ السَّمَاءُ سُرِّيَ عنه، فَعرَّفَتهُ عائشةُ ذلك، فقال النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: وَما أدْري؟ لَعله كما قال قومٌ: {فَلَمَّا رَأْوهُ عَارِضاً مُستَقْبِلَ أودِيَتِهِمْ قَالوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} » . ⦗١١⦘

وفي أخرى: «كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- إذا رأى يَوْمَ الرِّيح - أو الغَيمِ - عُرِفَ ذلك في وَجْهِهِ، وأقْبَلَ وأدبَر، فَإِذا أُمْطرَتْ سُرَّ بِهِ، وذهب عنه ذلك، قالت عَائِشَةُ: فسألتهُ؟ فقال: إِني خَشيتُ أنْ يكون عَذَاباً سُلِّطَ على أُمَّتي، ويقول إذا رَأى المطر: رحمةٌ» .

وفي أخرى قالت: «كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال: اللَّهُمَّ إني أَسأَلُكَ خَيرَها، وَخَيرَ مَا فيها، وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ بِهِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلتْ بِه، وَإذا تَخَيَّلتِ السماءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ ودَخَلَ، وَأقْبَلَ وَأدبَرَ، فَإِذَا مَطَرَت سُرِّي عنه، فَعَرَفَتْ ذلك عائشةُ، فَسألَتْهُ؟ فقال: لَعَلَّهُ يا عَائِشَةُ كما قال قَوْمُ عَادٍ: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُستَقْبِلَ أوديَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرنَا} » هذه روايات البخاري، ومسلم.

وأخرج الترمذي الرواية الثانية، والرابعة.

وأخرج أبو داود الرواية الأولى.

وله في أخرى: «أَنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى نَاشِئاً في أُفق السَّمَاءِ تَرَكَ العملَ، وَإِنْ كَانَ فِي صَلاةٍ، ثم يقول: اللَّهمَّ إِني أعُوذُ بِكَ مِن شَرِّهَا، ⦗١٢⦘ فَإِنْ مَطَرَ قال: اللَّهُمَّ صَيِّباً هَنِيئاً» (٢) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(عارض) : العارض: السحاب الذي يعرض في السماء.

(مخيلة) : المخيلة: السحابة التي يظن أن فيها مطراً، وتخيلت السماء: إذا تغيمت.

(سُرِّي عنه) : سري عنه هذا الأمر: إذا كشف وأزيل عنه.

(عصفت) الريح: إذا هبت هبوباً شديداً.

(ناشئاً) : الناشئ من السحاب هو الذي لم يتكامل اجتماعه واصطحابه فهو في أول أمره.

(صيباً) : الصيب: السحاب الذي يهراق ماؤه.


(١) جمع " لهاة " وهي اللحمة في أقصى سقف الحلق.
(٢) أخرجه البخاري ٨ / ٤٤٤ في تفسير سورة الأحقاف، باب قوله تعالى: {فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا} ، وفي الأدب، باب التبسم والضحك، ومسلم رقم (٨٩٩) في الاستسقاء، باب التعوذ عند رؤية الريح، وأبو داود رقم (٥٠٩٨) و (٥٠٩٩) في الأدب، باب ما يقول إذا هاجت الريح، والترمذي رقم (٣٢٥٤) في التفسير باب من سورة الأحقاف.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (٢٧٠) قال: حدثنا سفيان. وقال: حدثنا مسعر. و «أحمد» (٦/٤١) قال: حدثنا عبدة. قال: حدثنا مسعر. وفي (٦/١٣٧) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي (٦/١٩٠) قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان وفي (٦/٢٢٢) قال: حدثنا حجاج، قال: أخبرنا شريك. و «البخاري» في الأدب المفرد (٦٨٦) قال: حدثنا خلاد بن يحيى. قال: حدثنا سفيان. و «أبو داود» (٥٠٩٩) قال: حدثنا ابن بشار. قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا سفيان. و «ابن ماجة « (٣٨٨٩) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح. و «النسائي» (٣/١٦٤) قال: أخبرنا محمد بن منصور. قال: حدثنا سفيان، عن مسعر. وفي (عمل اليوم والليلة) (١٤) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا يزيد، يعني ابن المقدام بن شريح بن هانئ. وفي (٩١٥) قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد التيمي القاضي، قال: حدثنا يحيى، عن سفيان.
أربعتهم - مسعر، وسفيان الثور، وشريك بن عبد الله النخعي. ويزيد بن المقدام - عن المقدام بن شريح ابن هانئ، عن أبيه، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة. وأثبتنا لفظ رواية يزيد بن المقدام، عند ابن ماجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>