للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٩٢ - (خ م ط د س) محمد بن شهاب الزهري - رحمه الله - «أن عمر بن عبد العزيز أخرَ الصلاة يوماً، فدخل عليه عروةُ بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخرَ الصلاة يوماً وهو في الكوفة، فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري، فقال: ما هذا يا مغيرة؟ أليس قد علمْتَ أن جبريل عليه السلام نزل فصلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم صلى، فصلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: بهذا أُمرتُ (١) ؟ فقال عمرُ بن عبد العزيز لعروةَ انظُر ما تحدِّثُ يا عروة، أَو إنَّ جبريلَ عليه السلام هو أقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم ⦗٢٣٠⦘ وقت الصلاة؟ فقال عروة: كذلك كان بشير بن أبي مسعود يُحدِّثُ عن أبيه، قال: وقال عُرْوة: ولقد حدَّثَتْني عائشةُ زوج النبي - صلى الله عليه وسلم-: أَن رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي العصرَ والشمسُ في حُجرتها قبل أن تظهر» .

وفي رواية «أن عمر بن عبد العزيز أخَّر العصر شيئاً، فقال له عروة: أمَا إن جبريل عليه السلام قد نزل، فصلى إمامَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال له عمر: اعْلَمْ ما تقول يا عروة، قال: سمعتُ بشير بن أبي مسعود يقول: سمعتُ أبا مسعود يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: نزل جبريل فأمَّني، فصليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحْسُبُ بأصابعه خمسَ صلوات» . أخرجه البخاري ومسلم.

وأخرج الموطأ الرواية الأولى، وزاد: قال سويد في روايته: «الصلاة التي أخرَ عمر: كانت العصر» .

وفي رواية أبي داود: «أن عمر بن عبد العزيز كان قاعِداً على المنبر فأخَّر العصرَ شيئاً، فقال له عروة بن الزبير: أما إنَّ جبريل قد أخبر محمداً - صلى الله عليه وسلم- بوقتِ الصلاة، فقال له عمر: اعْلَمْ ما تقول، فقال عروة: سمعتُ بشير بن أبي مسعود يقول: سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة، فصليتُ معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، ثم صليت معه، يحّسُبُ بأصابعه خمس ⦗٢٣١⦘ صلوات، فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلَّى الظهر حين تَزُولُ الشمس، وربَّما أَخَّرها حين يشتد الحرُّ، ورأيته يُصلِّي العصر والشمس مرتفعة بيضاءُ، قبل أن تدخلها الصُّفرَة، فينصَرفُ الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحُليفةِ قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاءَ حين يَسْوَدُّ الأُفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبحَ [مرَّة] بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها، ثم كانت صلاتُه بعد ذلك التَّغليسَ حتى مات، [و] لم يَعدْ إلى أن يُسْفِرَ» .

قال أبو داود: رواه جماعة عن ابن شهاب، لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يُفسِّروه. وكذلك رواه هشام عن أبيه. وأخرج النسائي الرواية الثانية من روايتي البخاري ومسلم (٢) .


(١) بضم التاء وفتحها.
(٢) رواه البخاري ٢ / ٢ و ٣ و ٤ في مواقيت الصلاة في فاتحته، وفي بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، ومسلم رقم (٦١٠) في المساجد، باب أوقات الصلوات الخمس، والموطأ ١ / ٣ و ٤ في وقوت الصلاة في فاتحته، وأبو داود رقم (٣٩٤) في الصلاة، باب في المواقيت، والنسائي ١ / ٢٤٥ و ٢٤٦ في المواقيت في فاتحته.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (٢٩) ، والحميدي (٤٥١) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٤/١٢٠) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر. وفي (٥/٢٧٤) قال: قرأت على عبد الرحمن: مالك بن أنس. والدارمي (٩/١١٨) قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، قال: حدثنا مالك. والبخاري (١/١٣٩) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة، قال: قرأت على مالك. وفي (٤/١٣٧) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا ليث. وفي (٥/١٠٧) قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. ومسلم (٢/١٠٣) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث (ح) قال: وحدثنا ابن رمح، قال: أخبرنا الليث. (ح) وأخبرنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: قرأت على مالك. وأبو داود (٣٩٤) قال: حدثنا محمد بن سلمة المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، عن أسامة بن زيد الليثي. وابن ماجة (٦٦٨) قال: حدثنا محمد بن رمح المصري، قال: أنبأنا الليث بن سعد. والنسائي (١/٢٤٥) . وفي الكبرى (١٣٩٩) قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد. وابن خزيمة (٣٥٢) قال: حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أسامة بن زيد.
ستتهم - مالك، وسفيان، ومعمر، والليث، وشعيب، وأسامة بن زيد - عن ابن شهاب الزهري، فذكره. وزاد أسامة بن زيد في روايته: «ورأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الظهر حين تزول الشمس، وربما أخرها حين يشتد الحر، ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة، فينصرف الرجل من الصلاة، فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس، ويصلي المغرب حين تسقط الشمس، ويصلي العشاء حين يسود الأفق، وربما أخرها حتى يجتمع الناس، وصلى الصبح مرة بغلس، ثم صلى مرة أخرى فأسفر بها. ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس، حتى مات -صلى الله عليه وسلم-، ثم لم يعد إلى أن يسفر.» .
* قال ابن خزيمة: هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد.
* قال أبو داود: روي هذا الحديث عن الزهري، معمر، ومالك، وابن عيينة، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، وغيرهم، لم يذكروا الوقت الذي صلى فيه، ولم يفسروه.

<<  <  ج: ص:  >  >>