للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٥٣ - (د) أبو عمير بن أنس - رحمه الله - عن عمومة له من الأنصار قال: «اهْتَمَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- للصلاة كيف يجمع الناسَ لها؟ فقيل انصبْ راية عند حضور الصلاة، فإذا رأوها آذَنَ بعضهم بعضاً، فلم يُعجِبُه ذلك، فذُكرَ له القُنْعُ - وهو شَبُّورُ اليهود - فلم يعجبه ذلك، فقال: هو من أمر اليهود، فذُكِرَ له النَّاقوسُ، فقال: هو من أمر النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد الأنصاري، وهو مهْتمٌّ لِهمِّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأُرِي الأذان في منامه، فَغَدا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبره، فقال: يا رسول الله، إنِّي لبَيْنَ نائم ويقظانَ، إذْ أتاني آتٍ فأراني الأذان، وكان عمر بن الخطاب قد ⦗٢٧٠⦘ رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يوماً، ثم أخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال له: ما منعك أن تُخْبِرَنا؟ فقال: سبَقني عبد الله بن زيد، فاسْتَحييتُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، قُمّ يا بلال، فانظرُ ما يأمُرُكَ به عبد الله بن زيد فافعلْ، فأذَّنَ بلال، قال بعضهم: إن الأنصار تزعم: لولا أن عبد الله بن زيد كان يومئذ مريضاً لجعله رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مؤذِّناً» . أخرجه أبو داود (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(القُنع) : قد فُسِّرَ في الحديث: أنه الشَّبُّور، والشَّبُّور: هو البوق.

قال الهروي: وذكر بعضهم: أنه «القثع» بالثاء المثلثة، عن أبي عمرو الزاهد، قال حكيته للأزهري، فقال: هذا باطل.

قال الخطابي: رُوي مرة القنع، بالنون الساكنة، ومرة بالباء المفتوحة، قال: وقد سألت عنه غير واحد من أهل اللغة، فلم يثبتوه على واحد من الوجهين، فإن كانت الرواية في «القنع» بالنون صحيحة فلا أُراه سُمِّيَ إلا لإقناع الصوت وهو رفعه. يقال: أقنع الرجلُ صوتَه، وأقنع رأسه: إذا رفعه. وأما «القبَع» بالباء المفتوحة: فلا أحسبه سُمِّيَ قَبَعاً إلا لأنه لا يقبع صاحبه: أي يستره. يقال قبع الرجل رأسه في جيبه: إذا أدخله فيه، قال: وسمعت أبا عمرو يقوله بالثاء المثلثة، ولم أسمعه من غيره - يعني: البوق. قال ⦗٢٧١⦘ الخطابي: وهو أصح الوجوه. قال: وقد روي «القتع» بتاء بنقطتين من فوق، قال: وهو دود يكون في الخشب، الواحدة: قَتَعة، قال: ومدار هذا الحرف على هشيم، وكان كثير اللحن والتحريف على جلالة محلِّه في الحديث.


(١) رقم (٤٩٨) في الصلاة، باب بدء الأذان، وإسناده صحيح.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
رواه أبو داود (٤٩٨) حدثنا عباد بن موسى الختلة، وزياد بن أيوب، وحديث عباد أتم قالا: ثنا هشيم عن أبي بشر قال: زياد أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار قال: فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>