للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٦٩٠ - (م د س) معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: بينا أنا أُصلي مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- إذْ عطَس رجُل من القوم فقلت: يرحمك الله، فرماني القومُ بأبصارهم، فقلت: واثُكلَ أُمِّياه، ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يُصَمِّتونني، لكني سكتُّ فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فبأبي هو وأُمِّي، ما رأيت معلِّماً قبله ولا بعده أحسنَ تعليماً منه، فوالله ما كَهرَني، ولا ضربني، ولا شتمني، قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن - أو كما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكُهَّان؟ قال: فلا تأتهم. قال: ومنا رجال يتطيَّرون؟ قال: ذاك شيء يجدونه في صدورهم، فلا يَصُدنَّهم - قال ابن الصبَّاح: فلا يصدَّنكم - قال: قلت: ومنا رجال يخُطُّون؟ قال: كان نبي من الأنبياء يخطُّ، فمن وافق خطَّه: فذاك، قال: وكانت لي جارية ترعى غنماً لي قِبَلَ أُحُد والجَوَّانِيَّة، فاطَّلعْت ذات يوم، ⦗٤٨٨⦘ فإذا الذئبُ قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسفُ كما يأسفون، لكنِّي صكَكْتُها صَكَّة، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فعظُم ذلك عليَّ، قلت: يا رسول الله، أفلا أُعتِقها؟ قال: ائتني بها، فقال لها: أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، قال: «أعتِقها فإنها مؤمنة» . هذه رواية مسلم وأبي داود.

وأخرج النسائي، وقدَّم فيه ذكر الكهانة والتطيُّر، وثنَّي بالكلام في الصلاة، وثلَّث بذكر الجارية، ولأبي داود أيضاً مختصراً قال: قلت: يا رسول الله، فينا رجال يخطُّون، قال: كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطَّه فذاك، وأخرج الموطأ من هذا الحديث ذكر الجارية والغنم إلى آخره، وحيث اقتصر على هذا القدر منه لم نُعلم عليه هاهنا علامته، وقد ذكرنا ما أخرجه في: «كتاب الإيمان» من حرف الهمزة (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(كَهَرني) : الكَهْر: الزَّبْر والنَّهْر، كهره يَكْهَر [هـ] : إذا زَبَره ونَهَره.

(الكُهَّان) : جمع كاهن، وهو الذي كان في الجاهلية يرجعون إليه ويسألونه عن المُغيَّبات ليُخبِرهم بها في زعمهم، وحقيقته: أن يكون له رئي من الجن ⦗٤٨٩⦘ يُلقى إليه ما يستمعه، ويَستَرِقه من أخبار السماء، فما يكون قد استمعه، وألقاه على جهته كان صحيحاً، وما يكذب فيه مما لا يكون قد سمعه فهو الأكثر، وقد جاء هذا مصرَّحاً به في الحديث الصحيح.

(يتَطَيَّرُون) : التطيُّر: التشاؤم بالشيء، وأصله: أن العرب كانوا إذا خرجوا في سفر، أو عزموا على عمل: زَجَروا الطائر تفاؤلاً به، فما غلب على ظنهم وقَوِي في أنفسهم فعلوه: من قول أو عمل، أو ترك، أو نهى الشرع عنه، تسليماً لقضاء الله وقدره، وجعل لهم بدل ذلك الاستخارة في الأمر، وما أحسن هذا البدل.

(يَخُطُّون) : الخط: الذي يفعله المنجِّم في الرمل بإصبعه ويحكم عليه، ويستخرج به الضمير، وقد تقدم ذكره فيما مضى من الكتاب.

(آسَف) : أَسِف الرجل يأسف أسفاً: إذا غضب، والأسف: الغضب.

(صَكَكْتُها) : الصَّك: الضرب واللطم.


(١) رواه مسلم رقم (٥٣٧) في المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، وأبو داود رقم (٩٣٠) و (٩٣١) في الصلاة، باب تشميت العاطس في الصلاة، والنسائي ٣ / ١٤ - ١٨ في السهو، باب الكلام في الصلاة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (٥/٤٤٧) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. قال: حدثني الحجاج بن أبي عثمان. وفي (٥/٤٤٨) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا همام. وفي (٥/٤٤٨) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبان ابن يزيد العطار. وفي (٥/٤٤٨) قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف. والدارمي (١٥١٠) قال: حدثنا أبو المغيرة. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (١٥١١) قال: حدثنا صدقة، قال: أخبرنا ابن علية ويحيى بن سعيد، عن حجاج الصواف. والبخاري في خلق أفعال العباد (٢٦) قال: حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي. قال: حدثنا أبو حفص التنيسي. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي جزء القراءة خلف الإمام (٦٩) قال: حدثنا موسى. قال: حدثنا أبان. وفي (٧٠) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن الحجاج. ومسلم (٢/٧٠ و ٧١) و (٧/٣٥) قال: حدثنا أبو جعفر، محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة. قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. قال: أخبرنا عيسى بن يونس. قال: حدثنا الأوزاعي. وأبو داود (٩٣٠ و ٣٢٨٢ و ٣٩٠٩) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى، عن الحجاج الصواف. وفي (٩٣٠) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن حجاج الصواف. والنسائي (٣/١٤) وفي الكبرى (٤٧١ و ١٠٥٠) قال: أخبرنا إسحاق بن منصور. قال: أخبرنا محمد بن يوسف. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي الكبرى (تحفة الأشراف) (٨/١١٣٧٨) عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، عن الحجاج الصواف.
أربعتهم - الحجاج بن أبي عثمان الصواف، وهمام، وأبان بن يزيد، والأوزاعي - عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، فذكره.
- وأخرجه مالك في الموطأ ص (٤٨٥) . والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (٨/١١٣٧٨) عن قتيبة. (ح) وعن الحارث بن مسكين، عن عبد الرحمن بن القاسم.
كلاهما - قتيبة، وعبد الرحمن بن القاسم - عن مالك، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن عمر بن الحكم، فذكره. كذا يقول مالك: (عمر بن الحكم) وفي رواية يحيى بن أبي كثير: معاوية بن الحكم - كما سبق -.
وعن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي: «لما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، علمت أمورا من أمور الإسلام، فكان فيما علمت أن قال لي: إذا عطست فاحمد الله، وإذا عطس العاطس فحمد الله. فقل: يرحمك الله. قال: فبينما أنا قائم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة، إذ عطس رجل فحمد الله. فقلت: يرحمك الله، رافعا بها صوتي. فرماني الناس بأبصارهم، حتى احتملني ذلك. فقلت: مالكم تنظرون إلي بأعين شزر؟! قال: فسبحوا، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة. قال: من المتكلم؟ قيل هذا الأعرابي، فدعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال لي: إنما الصلاة لقراءة القرآن، وذكر الله عز وجل، فإذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك. فما رأيت معلما قط أرفق من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -» .
أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (٦٧) وجزء القراءة خلف الإمام (٦٨) قال: حدثني يحيى بن صالح. وأبو داود (٩٣١) قال: حدثنا محمد بن يونس النسائي. قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو.
كلاهما - يحيى بن صالح، وعبد الملك بن عمرو- قالا: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>