للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[صلاة التسبيح]

٤٣٥٩ - (د ت) عبد الله بن عباس، وأبو رافع - رضي الله عنهم -: أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال للعباس بن عبد المطلب: «يا عباسُ، يا عمَّاهُ، ألا أُعطيكَ، ألا أمنَحُكَ، ألا أُجِيزُكَ، أَلا أفعلُ بكَ؟ عشرُ خِصال إِذا أنتَ فعلتَ ذلك غَفَرَ اللهُ لكَ ⦗٢٥٣⦘ ذَنبَكَ: أَوَّلَهُ وآخِرَهُ، قديمَه وحديثَه، خطأَه وعمْدَه، صغيرَه وكبيرَه، سِرَّه وعلانيتَه؟ عشرُ خصال: أن تُصلِّي أربع ركعات، تقرأُ في كلِّ ركعة فاتحةَ الكتاب، وسورة، فإذا فرغتَ من القراءةِ في أوَّلِ ركعة وأنتَ قائم، قلتَ: سبحانَ الله، والحمدُ لله، ولا إِله إِلا الله، واللهُ أكبر - خمسَ عَشْرَةَ مرة - ثم تركعُ فتقولُها وأنتَ راكع عشراً، ثم تَرفَعُ رأْسك من الركوعِ فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولُها وأنتَ ساجد عشراً، ثم ترفعُ رأسَكَ من السجود فتقولُها عشراً، ثم تسجدُ فتقولها عشراً، ثم ترفع رأْسك فتقولُها عشراً، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، تفعلُ ذلك في أربع ركعات. إن استطعتَ أن تُصَلِّيَها في كلِّ يوم مرة فافعلْ، فإن لم تفعلْ ففي كلِّ جمعة، فإن لم تَفْعَل ففي كلِّ شهر مَرَّة، فإن لم تفعلْ ففي كلِّ سَنَة مَرَّة، فإِن لم تفعلْ ففي كُلِّ عمرِكَ مَرَّة» . أخرجه أبو داود عن ابن عباس.

وله في أخرى عن أبي الجوزاء، حدَّثني رَجُل كانت له صحبة - يرون أنهُ عبدُالله بنُ عمرو - قال: «ائْتِني غداً أحْبُوكَ، وأُثِيبُكَ، وأُعطيكَ، حتى ظننتُ أنه يُعطيني عطية، قال: إِذا زال النهارُ فقُمْ فصلِّ أربعَ رَكعات ... فذكر نحوه، قال: ثم ترفع رأسك - يعني: من السجود - وفي نسخة من السجدة الثانية - فاسْتَوِ جالساً ولا تقم حتى تُسبِّحَ عشراً، وتُهلِّلَ عشراً، وتحمَدَ عشراً، وتكبِّر عشراً، ثم تصنعُ ذلك في الأربع ركعات، قال: فإنك ⦗٢٥٤⦘ لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غُفِرَ لك بذلك، قلتُ: فإن لم أَستطع أن أُصلِّيَها تلكَ الساعةَ؟ قال: صَلِّهَا من الليل والنهار» .

قال أبو داود: رواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عَمرو موقوفاً.

وفي رواية الأنصاري: «أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال لجعفر بهذا ... الحديث، فذكر نحوه - قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى» .

وأخرجه الترمذي عن أبي رافع قال: قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- للعباس: «يا عمِّ [أَلا أَصِلُكَ] ألا أحْبُوكَ، ألا أَنْفَعُكَ؟ قال: بلى يا رسولَ الله، قال: يا عمِّ صلِّ أربعَ رَكَعَات تقرأُ في كل ركعة بفاتحةِ الكتاب، وسورة، فإذا انقضتْ القراءةُ فقل: الله أكبر، والحمد لله، ولا إِله إِلا الله، وسبحانَ الله، خمسَ عشرة مرة قبلَ أَن تركع ... وذكر مثله، فذلك خمس وسبعون في كل ركعة، وهي ثلاثمائة في أربع ركعات، فلو كانت ذُنُوبك مثْلَ رمْلِ عالِج غَفَرَهَا اللهُ لك، قال: يا رسولَ الله، ومن لم يستطعْ أن يقولها في يوم؟ قال: إِن لم تستطع أن تقولها في يوم فَقُلْها في جمعة، فإن لم تستطعْ أن تقولَها في جمعة فقلها في شهر، فلم يزل يقول له حتى قال: فقلها في سنة» (١) . ⦗٢٥٥⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(أَمْنَحُك) المِنْحةُ: العَطيَّةُ.

(أُجِيزُكَ) : الجائزة: ما يعطى الوافد والقاصد، وأصل الجائزة: أن يُعطِيَ الرجلُ الرجلَ ماء، أو يجيزه ليذهب لوجهه، يقول الرجل إذا ورد ماء لقيِّم الماء: أجزني ماء، أي: أعطني ماء حتى أذهبَ لوجهي، ثم كَثُرَ حتى سموا الغِبطَةَ: جائزة.

(أَحْبُوكَ) : الحِبَاء: العَطِيَّةُ.


(١) رواه أبو داود رقم (١٢٩٧) و (١٢٩٨) و (١٢٩٩) في الصلاة، باب صلاة التسبيح، والترمذي رقم (٤٨٢) في الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (١٣٨٦) في إقامة الصلاة، باب ما جاء في صلاة التسبيح، والحاكم في " المستدرك " ١ / ٣١٧ و ٣١٨ وصححه ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح لطرقه وشواهده الكثيرة، وقد صححه جماعة من العلماء.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أبو داود (١٢٩٧) . وابن ماجة (١٣٨٧) . وابن خزيمة (١٢١٦) قالوا: حدثنا عبد الرحمن ابن بشر بن الحكم النيسابوري، قال: حدثنا موسى بن عبد العزيز، قال: حدثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، فذكره.
(*) أخرجه ابن خزيمة (١٢١٦) قال: حدثناه محمد بن رافع، قال: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أَبان، عن أبيه، عن عكرمة، مرسلا، لم يقل فيه: -عن ابن عباس-.
وأما عن أبي رافع:
أخرجه ابن ماجة (١٣٨٦) قال: حدثنا موسى بن عبد الرحمن أبو عيسى المسروقي. والترمذي (٤٨٢) قال: حدثنا أبو كُريب محمد بن العلاء.
كلاهما - موسى بن عبد الرحمن، وأبو كريب- عن زيد بن الحباب. قال: حدثنا موسى بن عبيدة. قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد، مولى أبي بكر بن عمرو بن حزم، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث أبي رافع.

<<  <  ج: ص:  >  >>