للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٨٦٨ - (خ م ت) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: «دخل رهط من اليَهود على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّام عليك، قالت عائشة: ففهمتُها، فقلت: عليكم السَّام واللعنةُ، قالت: فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مهلاً يا عائشةِ إن الله يحب الرِّفْقَ في الأَمر كلِّه، فقلت: يا رسولَ الله، ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: قد قلتُ: وعليكم» .

وفي رواية بنحوه، وفيه «إن الله رفيق يُحبُّ الرِّفْق في الأمر كلِّه» .

وفي رواية: قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد قلت: عليكم» ولم يذكر الواو. أخرجه البخاري ومسلم.

وللبخاري «أن اليهود أتَوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فقالوا: السَّام عليك، فقال: ⦗٦١٢⦘ وعليكم، فقالت عائشة: السَّامُ عليكم، ولعنكم الله، وغضب عليكم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ عليك بالرفق، وإيَّاكِ والعُنْفَ والفُحشَ، قالت: أوَ لَمْ تسمع ما قالوا؟ قال: أوَ لَم تسمعي ما قلْتُ؟ رَدَدْتُ عليهم، فَيُستجابُ لي فيهم، ولا يستجاب [لهم] فيَّ» .

ولمسلم قال: «أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- ناس من اليهود، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم، قال: وعليكم، قالت عائشة: بل عليكم السَّامُ والذَّامُ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: يا عائشةُ، لا تكوني فاحِشة، فقالت: أما سمعتَ ما قالوا؟ فقال: أوَ لَيس قد رَدَدْتُ عليهم الذي قالوا؟ قُلْتُ: وعليكم»

وفي أخرى نحوه، عير أنه قال: «فَفَطِنَت بهم عائشة، فَسَبَّتهم فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: مَهْ يا عائشة، فإن الله لا يُحب الفُحشَ ولا التَّفَحُّشَ» .

وزاد: فأنزل الله عز وجل: {وإذا جاؤوكَ حَيَّوْكَ بما لم يُحَيِّكَ به اللَّهُ} وأخرج الترمذي الأولى (١) . ⦗٦١٣⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(العُنْفُ) بضم العين، ضد الرِّفق واللين.

(الفُحش) : الرديء من القول والمتَفَحِّش: الذي يتكلَّف الفُحْش ويتعمَّده.


(١) رواه البخاري ١١ / ٣٥ في الاستئذان، باب كيف يرد على أهل الذمة السلام، وفي الجهاد، باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة، وفي الأدب، باب الرفق في الأمر كله، وباب لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وفي الدعوات، باب الدعاء على المشركين، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يستجاب لنا في اليهود ولا يستجاب لهم فينا "، وفي استتابة المرتدين، باب إذا عرض الذمي وغيره بسبب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصرح، ومسلم رقم (٢١٦٥) في السلام، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام وكيف يرد عليهم، والترمذي رقم (٢٧٠٢) في الاستئذان، باب ما جاء في التسليم على أهل الذمة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه الحميدي (٢٤٨) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (٦/٣٧) قال: حدثنا سفيان. وفي (٦/٨٥) قال: حدثنا محمد بن مصعب. قال: حدثنا الأوزاعي. وفي (٦/١٩٩) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا مَعْمر. وعبد بن حميد (١٤٧١) ، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، والبخاري (٨/١٤) ، وفي الأدب المفرد (٤٦٢) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله. قال: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح. وفي (٨/٧٠) قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب، وفي (٨/١٠٤) قال: حدثنا عبد الله بن محمد. قال: حدثنا هشام. قال: أخبرنا مَعْمر. وفي (٩/٢٠) قال: حدثنا أبو نُعيم، عن ابن عُيينة، ومسلم (٧/٤) قال: حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عُيينة.
(ح) وحدثناه حسن بن علي الحُلْواني، وعبد بن حميد. جميعا عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح. (ح) وحدثنا عبد بن حميد، قال: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وابن ماجة (٣٦٨٩) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي.
(ح) وحدثنا هشام بن عمار، وعبد الرحمن بن إبراهيم. قالا: حدثنا الوليد بن مسلم. قال: حدثنا الأوزاعي، والترمذي (٢٧٠١) قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، قال: حدثنا سفيان بن عيينة. والنسائي في عمل اليوم والليلة (٣٨١) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن، قال: حدثنا سفيان، وفي (٣٨٢) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا عمي. قال: أخبرنا عن صالح، وفي (٣٨٣) قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر، وفي (٣٨٤) قال: أخبرني عمران بن بكار. قال: حدثنا أبو اليمان. قال: أخبرنا شعيب.
خمستهم - سفيان بن عيينة، والأوزاعي، ومعمر، وصالح بن كيسان، وشعيب بن أبي حمزة- عن ابن شهاب الزهري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
(*) رواية سفيان الثانية، عند أحمد (٦/٣٧) ، ورواية الأوزاعي، مختصرة على: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجلَّ يُحبُّ الرِّفْقَ في الأمر كله» .
وعن مسروق عن عائشة قالت: «أَتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أناس من اليهود، فقالوا: السَّامُ عليك يا أبا القاسم. قال: وعليكم. قالت عائشة: قُلتُ: بل عليكم السام والذَّامُ. فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: يا عائشة، لا تكوني فاحشة. فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: أوَ ليس قد رددت عليهم الذي قالوا؟ قلت: وعليكم» .
زاد في رواية ابن نُمير ويَعلى بن عبيد: «ففطنت بهم عائشة فسبتهم. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَه يا عائشة. فإن الله لا يحب الفحش والتفحش. وزادا: فأنزل الله عز وجل: {وإذا جاءوك حيوك بما لم يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} إلى آخر الآية» .
أخرجه أحمد (٦/٢٢٩) قال: حدثنا أبو معاوية، وابن نُمير. ومسلم (٧/٤و ٥) قال: حدثنا أبو كريب. قال: حدثنا أبو معاوية. (ح) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يعلى بن عبيد. وابن ماجة (٣٦٩٨) قال: حدثنا أبو بكر. قال: حدثنا أبو معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (١٢/١٧٦٤١) عن يوسف ابن عيسى، عن الفضل بن موسى.
أربعتهم - أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نُمير، ويَعلى بن عبيد، والفضل بن موسى- عن الأعمش، عن مسلم أبي الضحى، عن مسروق، فذكره.
وعن ابن أبي مُلَيْكة، عن عائشة -رضي الله عنها:
«أن اليهود دخلوا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك. فلعنتهم. فقال: ما لك؟ قلت: أوَلَمْ تسمعْ ما قالوا؟ قال: فلم تسمعي ما قُلتُ: وعليكم» .
وفي رواية: « ... فقالت عائشة: عليكم ولعنكم الله وغضب الله عليكم. قال: مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف والفحش. قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: أولم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فَيُستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في» .
أخرجه البخاري (٤/٥٣) قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد. وفي (٨/٥٤) ، وفي الأدب المفرد (٣١١) قال: حدثنا محمد بن سلام. قال: أخبرنا عبد الوهاب، وفي (٨/١٠٦) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا عبد الوهاب.
كلاهما - حماد بن يزيد.، وعبد الوهاب الثقفي - عن أيوب، عن ابن أبي مليكه، فذكره
وعن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وعن عائشة قالت:
«دخل ناس من اليهود على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: السام عليك. فقال: عليكم. فقالت عائشة: عليكم لعنة الله ولعنة اللاعنين، قالوا: ما كان أبوك فحاشا. فلما خرجوا قال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما حملك على ما صنعت؟ قالت: أما سمعت ما قالوا؟ قال: فما رأيتيني قلت عليكم، إنه يصيبهم ما أقول لهم ولا يُصيبني ما قالوا لي» .
أخرجه أحمد (٦/١١٦) قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، فذكره.
وعن محمد بن الأشعث، عن عائشة قالت:
«بينا أنا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ استأذن رجل من اليهود، فأذن له، فقال: السام عليك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. قالت: فهممت أن أتكلم. قالت: ثم دخل الثانية، فقال مثل ذلك. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. قالت: ثم دخل الثالثة. فقال: السام عليك. قالت: فقلت: بل السام عليكم وغضب الله، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لم يحيه به الله. قالت: فنظر إليَّ. فقال: مه، إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددناه عليهم، فلم يضرنا شيئا، ولزمهم إلى يوم القيامة، إنهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على يوم الجمعة، التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها، وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين» .
أخرجه أحمد (٦/١٣٤) قال: حدثنا علي بن عاصم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمر بن قيس، عن محمد بن الأشعث، فذكره.
وعن أبي صالح، عن عائشة قالت:
«دخل يهودي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: السام عليك يا محمد. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: وعليك. فقالت عائشة: فهممت أن أتكلم. فعلمت كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، فسكت. ثم دخل آخر، فقال: السام عليك. فقال: عليك. فهممت أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي -صلى الله عليه وسلم- لذلك، ثم دخل الثالث، فقال: السامُ عليك. فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته، إخوان القردة والخنازير، أتحيون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما لم يحيه به الله، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولا فرددنا عليهم، إن اليهود قوم حُسَّد، وهم لا يحسدونا على شيء كما يحسدونا على السلام، وعلى آمين» .
أخرجه ابن خزيمة (٥٧٤و ١٥٨٥) قال: حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: حدثنا خالد، يعني ابن عبد الله، عن سهيل، وهو ابن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>