للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الفصل الثاني: ما ليس بحيوان]

الثُّوم والبصل

٥٥٢١ - (خ م د ت س) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أكل ثُوماً أو بَصَلاً فَلْيَعْتَزِلْنَا - أو لِيَعْتَزِلْ مسجدَنا - زاد في رواية وَلْيَقْعُد في بيته، وإنه أُتِيَ بِبَدْر فيه خَضِرَات من بُقُول، فوجدَ لها ريحاً، فسأل، فأُخبِر بما فيها من البُقُول، فقال: قَرِّبُوها إلى بعض أصحابه، فلما رآه كَرِهَ أكلها، قال: كُلْ، فإني أُناجي مَن لا تُنَاجِي» .

وفي أخرى أنه قال: «من أكل من هذه البَقْلَةِ: الثُّوم - وقال مرة: من أكل البصل والثوم والكُرَّاث - فلا يَقْرَبنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تَتَأذَّى بما يتأذَّى منه بنو آدم» .

وفي أخرى قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن أكل البصل والكُرَّاث، فَغَلَبَتْنَا الحاجةُ، فأكلْنا منها، فقال: مَن أكل من هذه ⦗٤٤١⦘ الشجرة الخبيثة فلا يَقْرَبَنَّ مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنْسُ» أخرجه البخاري ومسلم.

وأخرج أبو داود الرواية الثانية بالزيادة، وقال فيها: «فأُتِيَ ببَدْر» قال - أحمد بن صالح «ببدر» فسَّره ابن وهب: طَبَق.

وأخرج الترمذي الثالثة إلى قوله: «مسجدنا» .

وأخرجها النسائي بتمامها (١) .

وفي رواية ذكرها رزين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن أكل من الثوم والبصل من الجُوع أو غيره، فلا يقربنَّ مسجدَنا يُؤذِينا بريح الثوم، قيل لجابر: ما يعني به؟ قال: ما أُرَاه يعني إلا نِيئَه» .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(البقلة الخبيثة) يقال: للشيء الخبيث الرائحة الكريه الطعم، مثل الثوم والبصل والكراث: خبيث.

(ببدر) قد جاء في الحديث تفسيره بالطبق، قال الخطابي: إنما سُمِّي ⦗٤٤٢⦘ الطبق بَدْراً، لاستدارته، ومنه سُمِّي القمر عند كماله بدراً، لاستدارته واتِّساقه، ومن رواه «بقِدْر» فهو معروف، ولكن ليس من عادة القدور أن يحضر فيها البقول، اللهم إلا أن تكون مطبوخة.

(فلا يقربن مسجدنا) ليس أكل الثوم والبصل من باب الأعذار في الانقطاع عن المساجد، وإنما أمره بالاعتزال عقوبة لهم ونكالاً؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم- كان يتأذَّى بريحها.


(١) رواه البخاري ٩ / ٤٩٨ في الأطعمة، باب ما يكره من الثوم والبقول، وفي صفة الصلاة، باب ما جاء في الثوم النيء والبصل والكراث، وفي الاعتصام، باب الأحكام التي تعرف بالدلائل، ومسلم رقم (٥٦٤) في المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً أو كراثاً، وأبو داود رقم (٣٨٢٢) في الأطعمة، باب في أكل الثوم، والترمذي رقم (١٨٠٧) في الأطعمة، باب ما جاء في كراهية أكل الثوم والبصل، والنسائي ٢ / ٤٣ في المساجد، باب من يمنع من المسجد.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (٣/٣٨٠) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (١/٢١٦) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا أبو عاصم. ومسلم (٢/٨٠) قال: حدثني محمد بن حاتم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (٢/٨٠) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا محمد بن بكر. (ح) وحدثني محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق. والترمذي (١٨٠٦) . والنسائي (٢/٤٣) عن إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا يحيى بن سعيد القطان. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٢٤٤٧) عن محمد بن عبد الأعلى، عن خالد بن الحارث. وابن خزيمة (١٦٦٥) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى.
خمستهم - عبد الرزاق، وأبو عاصم، ويحيى، ومحمد، وخالد - عن ابن جريج.
٢- وأخرجه أحمد (٣/٣٩٧) قال: حدثنا خلف بن الوليد، قال: حدثنا الربيع يعني ابن صبيح.
٣- وأخرجه أحمد (٣/٤٠٠) والبخاري (٧/١٠٥) قالا: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا أبو صفوان عبد بن الله بن سعيد. والبخاري (١/٢١٦) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثنا ابن وهب. وفي (٩/١٣٥) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. ومسلم (٢/٨٠) قال: حدثني أبو الطاهر، وحرملة، قالا: أخبرنا ابن وهب وأبو داود (٣٨٢٢) قال: حدثنا أحمد بن صالح، قال: حدثنا ابن وهب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (٢٤٨٥) عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب
كلاهما - أبو صفوان، وابن وهب - عن يونس.
وأخرجه ابن خزيمة (١٦٦٤) قال: حدثنا محمد بن عزيز، أن سلامة بن روح حدثهم، قال: حدثني عقيل.
كلاهما - يونس، وعقيل - عن ابن شهاب.
ثلاثتهم - ابن جريج، والربيع، وابن شهاب - عن عطاء، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>