للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦١٢٦ - (خ م س) أنس بن مالك - رضي الله عنه - «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- غزا خيبرَ، قال: فصلّينا عندها صلاة الغَدَاةِ بغَلَس، فركبَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، وركبَ أبو طلحة، وأنا رَدِيفُ أبي طلحةَ، فأجْرَى نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم- في زُقاقِ خيبرَ - وإن رُكبتي لتمَسُّ فَخِذَ نَبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم- وانْحَسَرَ الإزارُ عن فخذ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، قال: فإني لأرى بَيَاضَ فَخذِ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-.

وفي رواية: ثم حَسَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- الإزارَ عن فخذه، حتى [إِنِّي] أنظر إلى بياض فَخِذِ نبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم-، فلما دخل القرية قال: الله أكبرُ، خَرِبَتْ خَيبرُ، إنَّا إذا نزلنا بساحة قوم، فساءَ صَباحُ المنْذَرين - قالها ثلاث مرات - قال: وقد خرج القوم إلى أعمالهم، فقالوا: محمد والخميسُ، قال: وأَصَبْنَاها عَنْوَة، وجُمع السَّبْيُ، فجاء دِحْيَةُ، فقال: يا رسولَ الله، أعطني جارية من السَّبْي، فقال: اذهب فخُذ جارية، فأخذ صَفِيَّةَ بنتَ حُيَيّ.

فجاء رَجُل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا نبيَّ الله، أعطيتَ دِحيةَ صفيَّةَ بنتَ حُيَيّ سيدةَ قريظةَ والنضيرِ، لا تصلُح إلا لك، قال: ادعوه بها، قال: فجاء بها، ⦗٣٤١⦘ فلما نظر إليها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- قال: خُذ جارية من السَّبْي غيرَها، فأعْتَقها وتزوَّجها، فقال له ثابت: يا أبا حمزة، ما أَصْدَقَها؟ قال: نفسَها، أعْتَقها وتزوَّجَها - حتى إذا كان بالطريق جَهّزتْها أُمُّ سُليم، فأهدتْها له من الليل، فأصبحَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- عَرُوساً، فقال: مَن كان عنده شيء فليجِئُ به، قال: وبَسَط نِطْعاً، قال: فجعل الرجلُ يجيءُ بالأقِطِ، وجعل الرجل يجيءُ بالتمر، وجعل الرجل يجيءُ بالسمن، فحاسُوا حَيْساً، فكانت وليمةَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» .

أخرجه البخاري ومسلم والنسائي (١) ، ولهذا الحديث طُرُق كثيرة طويلة ومختصرة، وَرَدَ بَعضُها في «كتاب الدعاء» من حرف الدال، وبعضُها في «كتاب الصَّدَاق» ، من حرف الصاد، وبعضُها في ذِكْر الوليمة والحمُرُ الإِنسية في «كتاب الطعام» من حرف الطاء، وبعضها في «كتاب الجهاد» من حرف الجيم، وبعضها في ذكر الركوب والارتداف من «كتاب الصحبة» في حرف الصاد، وبعضها جاء هاهنا، ويجيءُ بعضها في فضائل المدينة من «كتاب الفضائل» في حرف الفاء، ويجيءُ باقيها في «كتاب النكاح» ⦗٣٤٢⦘ من حرف النون إن شاء الله تعالى.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَسَرَ) عن وجهه اللثام، أي: كشفه، وكذلك الثوب عن بدنه.

(الخميسُ) : الجَيْشُ.

(عَنْوَة) فُتِحَتْ هذه البلدة عَنوة، أي: قهراً بغير صلح، كما يقال: أخذها بالسيف.

(الأقِطُ) : لبن جامد يابس فيه قوة.

(الحيسُ) : أخلاط من تَمْر وأقِط وسمن.


(١) رواه البخاري ١ / ٤٠٤ و ٤٠٥ في الصلاة، باب ما يذكر في الفخذ، وفي الأذان، باب ما يحقن بالأذان من الدماء، وفي صلاة الخوف، باب التكبير والغلس بالصبح، وفي الجهاد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام والنبوة، وباب التكبير عند الحرب، وفي الأنبياء، باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية فأراهم انشقاق القمر، وفي المغازي، باب غزوة خيبر، ومسلم رقم (١٣٦٥) في النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمة ثم يتزوجها، وفي الجهاد، باب غزوة خيبر، والنسائي ٦ / ١٣١ - ١٣٤ في النكاح، باب البناء في السفر.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: البخاري في الصلاة (١٢) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي - ومسلم في النكاح (١٤: ١) وفي المغازي (٤٥: ١) عن زهير بن حرب - وأبو داود في الخراج (٢٤: ٤) عن يعقوب بن إبراهيم - والنسائي في النكاح (٧٩: ١) وفي الوليمة في الكبرى عن زياد بن أيوب -، وفي التفسير في الكبرى عن إسحاق بن إبراهيم - أربعتهم عن إسماعيل بن إبراهيم عن عبد العزيز عن أنس. الأشراف (١/٢٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>