للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٧٩ - (خ م د ت) علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «كنا في جَنَازَة في بَقيعِ الغَرْقَدِ، فأتانا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعَد، وقَعَدنا حَوَلهُ، ومَعَهُ مِخْصَرة، فنكَسَ، وَجَعَلَ يَنْكُتُ بمخصرته، ثم قال: ما منكم من أحد إلا وقد كُتِبَ مقعدُه من النار، ومقعدُه من الجنة، فقالوا: يا رسولَ الله أفلا نَتَّكِلُ على كتابنا؟ فقال: اعملوا، فَكلٌّ مُيَسَّر لما خُلقَ له، أمَّا مَنْ كان من أهل السعادة، فسيصيرُ لعمل أهل السعادة، وأمَّا مَنْ كان من أهل الشقاء، فسيصير لعمل [أهل] الشقاء، ثم قرأ {فأمَّا مَنْ أعطى واتَّقَى. وصدَّق بالحسنى. فَسَنُيَسِّرُه لِلْيُسْرى ... } [الليل: ٥ - ٧] » . أخرجه البخاري ومسلم.

وفي رواية الترمذي قال: «كُنَّا في جنازة في بقيع الغرقدِ، فأتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فَقَعدَ، وقعدنا حوْلُه ومعه مِخصَرَة، فجَعَلَ ينْكُت بها ثم قال: ما منكم من أحد، أو [ما] من نَفس مَنفُوسة، إلا وقد كَتَبَ الله مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كُتِبَتْ شَقِيَّة أو سعيدة، فقال رجل: يا رسول الله أفلا نمكثُ على كتابنا وَنَدَعُ العمل؟ فمن كان مِنَّا من أهل السعادة، لَيَكونَنَّ ⦗١١١⦘ إلى أهل السعادة، ومن كان مِنَّا من أهل الشَّقاوة، ليكُونَنَّ إلى أهل الشقاوة؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: بل اعْمَلوا، فكلّ مُيَسَّر، فأمَّا أهل السعادة، فَيُيَسَّرون لعمل أهل السعادة، وأمَّا أهل الشقاوة، فَيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى. وَصَدَّق بالحسنى. فَسَنُيَسِّره لِلْيُسْرَى. وأما من بخل واستغنى. وكذَّب بالحُسنى. فسنُيَسِّره للعسرى} [الليل: ٥ - ١٠] » .

وفي أخرى للترمذي قال: «بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهو يَنْكُتُ [في] الأرض، إذ رفع رأسه إلى السماء، ثم قال: ما منكم من أحد إلا قد عُلم - وفي رواية: إلا قد كُتِبَ - مقعدُه من النار، ومقعده من الجنة، قالوا: أفلا نتَّكلُ يا رسول الله؟ قال: لا، اعملوا، فَكلّ مُيَسَّر لمَا خُلِقَ له» .

وأخرج أبو داود الراوية الأولى من روايتي الترمذي (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مخصرة) المخصرة: كالسوط ونحوه مما يمسكه الإنسان بيده من عصى ونحوها. ⦗١١٢⦘

(ينكت) النكت: ضرب الشيء بالعصا واليد ليؤثر فيه.

(نفس منفوسة) أي: مولودة، يقال: نَفِسَت المرأة [ونُفِسَت]- بفتح النون وضمها - إذا وَلَدت.


(١) رواه البخاري ٧ / ٥٤٤ في تفسير سورة {والليل إذا يغشى} ، وفي الجنائز، باب موعظة المحدث عند القبر وقعود أصحابه حوله، وفي الأدب، باب الرجل ينكت الشيء بيده في الأرض، وفي القدر، باب وكان أمر الله قدراً مقدوراً، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} ، ومسلم رقم (٢٦٤٧) في القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه، وأبو داود رقم (٤٦٩٤) في السنة، باب في القدر، والترمذي رقم (٢١٣٧) في القدر، باب ما جاء في الشقاء والسعادة، ورقم (٣٣٤١) في التفسير، باب ومن سورة {والليل إذا يغشى} .

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
١- أخرجه أحمد (١/٨٢) (٦٢١) قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. وفي (١/١٢٩) (١٠٦٧) قال: حدثنا عبد الرحمن، قال: حدثنا زائدة، عن منصور. وفي (١٠٦٨) قال: حدثنا زياد ابن عبد الله البكائى، قال: حدثنا منصور. وفي (١/١٣٢) (١١١٠) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا الأعمش. وفي (١/١٤٠) (١١٨١) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال شعبة: وحدثني به منصور بن المعتمر. وعبد بن حميد (٨٤) قال: أخبرنا عبد الرزاق بن همام، عن معمر، عن منصور. والبخاري (٢/١٢٠) و (٦/٢١٢) قال: حدثنا عثمان، قال: حدثني جرير، عن منصور. وفي (٦/٢١١) قال: حدثنا أبو نعيم. قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش. (ح) وحدثنا مسدد، قال: حدثنا عبد الواحد، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا بشر بن خالد، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن سليمان. قال شعبة: وحدثني به منصور. (ح) وحدثنا يحيى، قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش. وفي (٦/٢١٢) وفي «الأدب المفرد» (٩٠٣) قال: حدثنا آدم، قال: حدثنا شعبة، عن الأعمش. وفي (٨/٥٩) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن سليمان ومنصور. وفي (٨/١٥٤) قال: حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش. وفي (٩/١٩٥) قال: حدثني محمد بن بشار، قال: حدثنا غندر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور والأعمش. ومسلم (٨/٤٦ و ٤٧) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب، وإسحاق بن إبراهيم. قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا جرير عن منصور (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري. قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج. قالوا: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن منصور والأعمش. وأبو داود (٤٦٩٤) قال: حدثنا مسدد بن مسرهد، قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت منصور بن المعتمر. وابن ماجة (٧٨) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبو معاوية ووكيع، عن الأعمش. والترمذي (٢١٣٦) قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ووكيع، عن الأعمش. وفي (٣٣٤٤) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا زائدة بن قدامة، عن منصور بن المعتمر. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (٧/١٠١٦٧) عن محمد بن عبد الأعلى، عن معتمر، عن منصور. (ح) وعن إسماعيل بن مسعود، عن معتمر، عن شعبة، عن الأعمش.
كلاهما - الأعمش، ومنصور - عن سعد بن عبيدة.
٢ - وأخرجه أحمد (١/١٥٧) (١٣٤٨) قال: حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا هاشم - يعني ابن البريد - عن إسماعيل الحنفي، عن مسلم البطين.
كلاهما - سعد، ومسلم - عن أبي عبد الرحمن السلمي، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>