للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٩ - (خ م ت س) محمد بن شهاب الزُّهريُّ عن عُرْوةَ بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعَلْقمَةَ بنِ وقَّاصٍ الليثيِّ، وعُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ بن عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ: عن حديثِ عائشةَ- زوجِ النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها - حين قال لها أهل الإِفْكِ ما قالوا، فبرَّأهَا اللهُ مما قالُوا، قال الزُّهريُّ: وكُلُّهُمْ حدثني طائفة من حديثها، وبعضُهم كان أوعى له من بعضٍ، وأَثْبَتَهمْ له اقتصاصاً، وقد وَعيْتُ عن كلِّ واحدٍ منهم الحديثَ الذي حدَّثني عن عائشة، وبعضُ حديثهم (١) يُصَدِّقُ بعْضاً، قالوا: قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أَرادا أَنْ يَخْرُج ⦗٢٥١⦘ سَفراً، أَقْرَعَ بيْنَ أَزْواجِهِ، فأيَّتُهُنَّ خرجَ سَهْمُهَا، خرجَ بها معَهُ، قالت: فأقْرَعَ بيْنَنَا في غَزاةٍ غَزَاها، فخرجَ فيها سهْمي، فخرجتُ معه - بعدَ ما أُنزِلَ الحِجابُ - وأَنا أُحْمَلُ في هوْدَجي وأُنْزَلُ فيه، فسِرْنا حتى إذا فرغ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من غزْوِتهِ تلكَ، وقفلَ، ودنونا من المدينة، آذَن (٢) ليلة بالرَّحيل فقُمتُ حين آذَنُوا بالرحيل، فمشَيتُ حتى جاوزتُ الجيش، فلَمَّا قَضَيْتُ من شَأني، أَقْبَلْتُ إلى الرَّحْلِ فَلمَسْت صَدْري، فإذا عِقْدٌ لِي من جَزْع أَظْفَارٍ (٣) . ⦗٢٥٢⦘

وفي رواية: جَزع ظَفارٍ (٤) قد انقطعَ، فرجعتُ، فالتمستُ عِقْدي، فحبَسني ابْتِغاؤُهُ، وأَقْبَلَ الرهطُ الذين كانوا يَرْحَلونَ لي، فاحْتَمُلوا هوْدَجِي فرحلوه على بعيري الذي كُنْتُ أَرْكَبُ، وهم يَحْسِبُونَ أَنِّي فيه، وكان النساءُ إِذْ ذاكَ خِفافاً لم يَثْقُلْنَ - ومنهم مَن قال: لم يُهَبَّلْنَ (٥) - ولم يَغْشَهُنَّ اللحمُ وإنَّما يأْكلن العُلْقة (٦) من الطعام، فلم يسْتَنْكِرِ القومُ حين رَفَعُوهُ ثِقَلَ الْهوْدَجِ، ومنهم من قال: خِفَّةَ الهودج - فحملوُه، وكنتُ جارية حديثَةَ السِّنِّ، فبعثوا الجمل وساروا، فوجدتُ عِقْدِي بعد ما اسْتَمَرَّ الجيشُ، فجئتُ منزلَهم وليس فيه أحد - ومنهم من قال: فجئتُ منازلهم وليس بها منهم دَاعٍ ولا مجيبٌ - فتَيَمَّمْتُ منزلي الذي كنتُ فيه، وظَنَنْتُ أَنهم سَيفْقِدُوني فيرجعون إِليَّ، فَبيْنا أَنا جالِسةٌ غلبَتْني عيْنايَ فنِمْتُ، وكان صَفْوانُ بنُ المُعطِّلِ السُّلَمِيُّ، ثم ⦗٢٥٣⦘ الذَّكْوَانِيُّ: عَرَّسَ (٧) من وراء الجيش، فادَّلَجَ (٨) فأصبح عند منزلي، فرأى سوادَ إِنسانٍِ نائمٍ، فأتاني فَعَرفني حين رآني - وكان يراني قبل الحجابِ - فاسْتيْقَظْتُ باسترجاعه حين عرَفني، فخمَّرْتُ وجْهي بِجِلْبابي، والله ما كلَّمَني بكلمةٍ، ولا سمعتُ منه كلمة غير استرجاعه، وهَوَى حتى أَناخَ راحلتَهُ، فَوطِئَ على يَدَيْهَا فركِبْتُها، فانْطلق يقُودُ بي الراحلةَ، حتى أتيْنا الجيش، بعْد ما نَزلوا مُعرِّسين - وفي رواية مُوغِرِين في نَحْرِ الظهيرة - قال أَحدُ رُواتِهِ: والْوَغْرَةُ: شِدَّةُ الحر - قالت: فهَلَك مَنْ هَلك في شأني، وكان الذي تَولَّى كبْرَ ⦗٢٥٤⦘ الإفكِ: عبدُ الله بن أُبَيِّ بن سلُولٍ، فقدِمنا المدينةَ، فاشتكيتُ بها شَهْراً، والناسُ يُفِيِضُونُ في قولِ أَصحاب الإفْكِ ولا أشْعُرُ، وهو يَريبُني في وجَعي: أَنِّي لا أرى من النبي صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذي كنت أرى منه حين أشتكي، إنما يدُخلُ فيُسلِّمُ، ثم يقولُ: كيْف تِيْكُمْ (٩) ؟ ثم ينصرف، فذلك الذي يَرِيبُني منه، ولا أَشْعُرُ بالشَّرِّ حتى نقهْتُ، فخرجتُ أَنا وأُمُّ مِسْطَحٍ قِبلَ المَنَاصِع، وهي مُتَبَرَّزُنا، وكُنَّا لا نخرج إلا ليلاً إلى لَيْلٍ، وذلك قبلَ أن نَتَّخِذَ الكُنُف (١٠) قريباً من بُيُوتنا، وأمْرُنا أَمْرُ العربِ الأُوَلِ في التَّبَرُّزِ قِبَلَ الغائط، وكنا نتأذَّى بالكُنُفِ أنْ نَّتخذَها عند بيوتِنا، فأقْبَلتُ أَنا وأْمُّ مِسطَحٍ - وهي ابنةُ أبي رُهُم (١١) بن عبد المطلب بن عبد مناف، وأُمُّها بنْتُ صَخْر بن عامِرٍ (١٢) ، خالةُ أبي بكر الصِّدِّيق (١٣) ، - رضي الله عنه - وابْنُها: مِسطَحُ بنُ أُثَاثَةَ (١٤) بن عَبَّادِ ⦗٢٥٥⦘ ابن المطلب - حين فَرغْنا من شأننا نَمشي، فعثَرتْ أُمُّ مِسطَح في مِرْطِها، فقالت: تعِسَ مِسطَحٌ (١٥) ، فقُلْت لها: بئْسما قُلْتِ، أَتسبُيِّينَ رجُلاً، شَهِدَ بْدراً؟ فقالت: يا هَنْتاهْ ألمْ تَسْمَعي ما قال؟ قلتُ: وما قال؟ فأَخْبَرَتْني بقولِ أهلِ الإفْكِ، فازْدَدْتُ مرضاً إلى مَرضي، فلمَّا رجعتُ إلى بيتي، دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّم، وقال: كيف تيكُم؟ فقلت: ائْذَنْ لي إلى أبَوَيَّ، قالت: وأنا حينئذ أُريدُ أنُ أسْتَيقِنَ الخبرَ من قِبَلهمِا، فأذنَ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ أبويَّ، فقلت لأُمِّي: يا أُمَّتاه، ماذا يتحدَّثُ الناسُ به؟ فقالت: يا بُنيَّةُ، هوِّني على نَفِسكِ الشَّأْنَ، فوالله لَقلَّمَا كانتِ امْرأَةٌ قَطُّ وَضِيْئةٌ عند رجلٍ يُحبُّها ولها ضَرَائرُ إلا أَكثْرنَ عليها، فقلتُ: سبحان الله (١٦) ! ولقد تَحدثَ النَّاسُ بهذا؟ قالت: فبكيتُ تلكَ الليلة، حتى أصبحتُ لا يَرْقأُ لي دمْعٌ ولا أكتحِلُ بنوْمٍ، ثمَّ أَصبحتُ أَبكي، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليَّ بنَ أبي طالبٍ (١٧) ، وأُسامةَ ⦗٢٥٦⦘ ابْنَ زيدٍ، حين اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ (١٨) ، يسْتَشيِرُهما في فراقِ أهْلهِ، قالتْ: فأما أُسامةُ فأشارَ عليه بما يعلمُ من براءةِ أهله، وبالذي يعلم في نفسه من الوُدِّ لهم، فقال أُسامةُ: هم أهلُكَ (١٩) يا رسولَ الله، ولا نعلمُ واللهِ إِلا خيراً. وأَما عليّ بن أبي طالبٍ فقال: يا رسولَ الله، لم يُضَيِّق اللهُ عليك والنساءُ سواها كثير (٢٠) ، وسَلِ الجاريةَ تَصْدُقْكَ، قالت: فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بريرةَ، فقال: أيْ بَرِيرَةُ، هلْ رأيتِ فيها شيئاً يَرِيبُكِ؟ قالت له بريرةُ: لا والذي بعثَك بالحقِّ، إنْ رأَيتُ (٢١) منها أمراً أَغْمِصُهُ (٢٢) عليها أكْثرَ منْ ⦗٢٥٧⦘ أنَّها جاريَةٌ حدِيثَةُ السِّنِّ، تنامُ عن عجينِ أهْلِها (٢٣) ، فيأتي الدَّاجِنُ فيأكله قالت: فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من يومِهِ فاستعذرَ من عبد الله بن أُبيِّ بن سلولٍ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر -: مَنْ يَعْذِرُني من رجلٍ بَلغني أذاه في أَهلي؟ - ومن الرُّواةِ من قال: في أهل بيتي - فو اللهِ ما علمتُ على أَهلي إلا خيراً، ولقد ذَكرُوا رَجُلاً ما علمتُ عليه إلا خيراً، وما كان يدَخُلُ على أهلي إلا معي، قالت: فقام سعدُ بنُ مُعاذٍ أحدُ بني عبدِ الأشهلِ، فقال: يا رسولَ الله، أَنا واللهِ أعْذِرُك منه، إنْ كان من الأوْس ضربنا عُنُقَهُ (٢٤) ، وإن كان مِن إخواننا من الخَزْرَج (٢٥) أمرْتَنَا ففعلنا فيه أمْرَكَ، فقام سعدُ بنُ عُبادة - وهو سيد الخزرج -، وكانت أُمُّ حسانٍ بنتَ عَمِّهِ من فَخِذِهِ (٢٦) وكان قبل ذلك رجُلاً صالحاً (٢٧) ، ولكن احْتَمَلَتْهُ الْحَمِيَّةُ - وَمِنَ الرواةِ مَنْ قال: اجْتَهلَتْهُ الْحَمِيَّةُ، فقال لسعد بن معاذٍ: كذبتَ، لَعمْرُ الله لا تقتُلُه، ولا ⦗٢٥٨⦘ تقْدِر على ذلك، فقام أُسيْد بن حُضَيْرٍ - وهو ابن عَمِّ سعْدٍ، يعني ابن معاذٍ - فقال لسعد بن عُبادة: كَذبتَ، لعمر الله لَنَقْتُلَنَّهُ، فإِنَّك منافقٌ تُجادِلُ عن المنافقين (٢٨) ، فتثاوَر الحيَّانِ الأوسُ والخزرجُ حتى هَمُّوا أنْ يقْتتِلُوا - ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المنبر - فلم يَزَلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُخفِّضُهمْ حتَّى سَكتُوا وسكتَ، وبَكَيْتُ يومي ذلك، لا يرْقَأُ لي دَمْعٌ، ولا أَكْتحِل بنوْمٍ، ثم بكَيْتُ ليلتي المقبلة، لا يرقأ لي دَمْعٌ، ولا أَكْتحِل بنوْمٍ، فأصبحَ عِندي أبواي (٢٩) ، وقد بكَيْتُ ليْلتَينْ ويوماً، حتى أُظنُّ أَنَّ البكاءَ فَالِقٌ كبِدي - ومن الرُّواةِ من قال: وأبوايَ يظُنَّانِ أنَّ البكاء فالقٌ كبدي- قالت: فبينما هما جالسان عندي، وأنا أبكي، إذ اسْتَأْذنتِْ امرأَةٌ من الأنصار، فأذِنتُ لها، فجلستْ تبكي معي، فبيْنا نحن كذلك، إذْ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسلَّم، ثم جلسَ، قالت: ولم يجْلِسْ عندي من يوم قيل لي ما قيلَ قبْلَها، وقد مكثَ شهراً لا يُوحَى إليه في شأني بشيء، قالت: فتَشهَّدَ ⦗٢٥٩⦘ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حين جلس، ثم قال: أما بعدُ، يا عائشةُ، فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كُنتِ بريئة فسيُبَرِّئكِ الله، وإن كُنتِ أَلْمَمْتِ بذنبٍ فاسْتغْفري الله، وتُوبي إليه، فإِنَّ العبدَ إذا اعترف بذنبه، ثم تابَ تاب الله عليه (٣٠) . فلما قضى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مقالتَهُ قَلَصَ دَمْعِي، حتَّى ما أُحِسُّ (٣١) منه قطْرَة، فقلتُ لأبي: أجِبْ عَنِّي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فيما قالَ: قالَ: والله ما أدْري ما أقُولُ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْتُ لأُمِّي: أَجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال، قالت: والله ما أدري ما أقول لرسول الله، قالت: وأَنا جاريةٌ حديثَةُ السِّنِّ، لا أَقْرأُ كثيراً من القرآن (٣٢) ، فقلتُ: إِني والله، لقد علمتُ أنَّكُم سمعتُمْ ما تَحدَّثَ به الناسُ، حتى استقَرَّ في أنفسكم، وصدَّقْتُم به، ولِئنْ قلْتُ لكم: إني بريئة - واللهُ يعلم أني لبريئَةٌ - لا تُصدِّقوني بذلك، ولئن اعْترفتُ لكم بأمْرٍ- والله يعلم أني بريئة- لتُصدِّقُنِّي، فو الله ما أَجدُ لي ولكم مثلاً إلا أَبا يوسفَ إذا قال: {فصبْرٌ جميلٌ واللَّهُ الْمُستعانُ على ما تَصفُون} ⦗٢٦٠⦘[يوسف: ١٨] ثم تحوَّلتُ، فاضْطجعْتُ على فراشي، وأنا والله حينئذٍ أعلم أني بريئةٌ، وأَنَّ الله مُبَرِّئِي بِبَراءتي، ولكن والله ما كنت أظُنُّ أنَّ الله يُنْزِل في شأني وحْياً يُتْلى، ولشَأني في نفسي كان أَحقَرَ من أنْ يتكلَّم اللهُ فِيَّ بأَمْرٍ يُتْلى - ومن الرواة من قال: ولأنا أَحْقَرُ في نفسي منْ أن يتَكلَّمُ اللهُ بالقرآن في أمري- ولكن كنتُ أرجُو أَنْ يَرَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النوم رُؤْيا يُبرِّئني الله بها، فو الله ما رام (٣٣) رسولُ الله مَجْلِسَهُ، ولا خرج أحَدٌ من أهل البيت، حتى أَنْزَلَ الله على نبيِّهِ، فأخذه ما كان يأخُذُه من البُرَحاء (٣٤) ، حتى إِنَّهُ ليتَحَدَّرُ منه مثْلُ الْجُمانِ من العرَقِ في يومٍ شاتٍ من ثِقَل القولِ الذي أُنْزِلَ عليه، قالت: فَسُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضْحَكُ، وكان أَوَّل كلمَةٍ تكلَّم بها، أَنْ قال لي: يا عائشةُ، احْمَدِي الله - ومن الرواةِ من قال: أبْشِري يا عائشة، أمَّا الله فقَدْ بَرَّأَكِ- فقالت لي أُمِّي: قُومِي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقُلْت: لا والله لا أقومُ إليه، ولا أحْمَد إلا الله، هو الذي أنزلَ بَرَاءتي، فأنزل الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ جاءُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ منكم} العَشْرَ الآيات (٣٥) ، [النور: ١١ - ١٩]⦗٢٦١⦘ فلما أنزلَ اللهُ هذا في بَراءتي، قال أبو بكر الصديق: وكان ينُفِقُ على مِسْطحِ بن أُثَاثةَ - لقرابته منه وفَقْرهِ - والله لا أُنْفِقُ على مسطحٍ شيئاً أَبداً، بعد ما قال لعائشة، فأَنزل اللهُ: {وَلَا يَأْتَلِ (٣٦) أُولُوا الْفَضْلِ منكم والسَّعَةِ أن يُؤتوا أولي القُرْبى والمساكينَ والمهاجرينَ في سبيل اللَّه ولْيَعْفُوا ولْيَصْفَحُوا ألا تحبُّون أن يغفر اللَّه لكم واللَّه غَفُورٌ رحيمٌ} [النور: ٢٢] فقال أبو بكر: بَلى والله إنِّي لأُحِبُّ أَن يَغْفِرَ اللهُ لي، فرجعَ إلى مِسطَحٍ الذي كان يُجري عليه، وقال: واللهِ لا أَنْزِعُها منه أَبداً. قالت عائشة: وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سألَ زينبَ بنتَ جحشٍ عنْ أمْرِي، فقال: يا زينب، مَا علمتِ؟ ما رأَيتِ؟ فقالت: يا رسولَ اللهِ، أَحْمِي سَمْعي وبصري، واللهِ ⦗٢٦٢⦘ ما عَلمتُ عليها إلا خيراً، قالتْ عائشةُ: وهي التي كانت تُسامِيني من أزْواجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَعَصمها اللهُ بالورَعِ، قالت عائشةُ: وطَفِقَتْ (٣٧) أختُها حَمْنَةُ تُحارب لها (٣٨) ، فَهلكَتْ فيمن هَلكَ من أصحاب الإفك.

قال ابن شهاب: فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرَّهْطِ.

ومن الرواة من زاد: قال عُرْوةُ: قالت عائشةُ: والله إِنَّ الرجُلَ الذي قيل له ما قيل، ليقولُ: سُبحانَ اللهِ! فو الذي نفسي بيده، ما كشفتُ مِنْ كَنَفِ (٣٩) أُنْثى، قالت: ثم قُتلَ بعد ذلك في سبيل الله.

وفي رواية أُخرى عن عُرْوةَ عن عائشة قالت: لما ذُكِرَ من شأني الذي ذُكِرَ، وما علمتُ به، قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خطيباً، فتَشَهَّدَ، فَحَمِدَ الله وأثْنَى عليه بما هُو أَهْلُه، ثم قال: أما بعدُ، فأَشِيرُوا عليَّ في أُناسٍ أبَنُوا أَهْلي، وايْمُ الله، ما علمتُ على أهْلي من سوءٍ قط، وأَبَنُوهُمْ بِمنْ واللهِ ما عملتُ عليه من سوءٍ قطُّ، ولا دَخَلَ بيْتَي قطُّ إلا وأَنا حاضِرٌ، ولا غِبْتُ في سفَرٍ إلا غابَ مَعي، فقام سعدُ بنُ معاذٍ، فقال: إِئذَنْ لي يا رسولَ الله: أنْ نَضربَ أَعناقَهمْ وقام رجلٌ من بني الخزرج - وكانت أُمُّ حسانٍ من رَهْطِ ذلك الرجل ⦗٢٦٣⦘ فقال: كذبتَ والله: أنْ لو كانُوا من الأوْسِ ما أحْببتَ أن تُضرَبَ أعناقُهم حتى كادَ يكُون بيْن الأوسِ والخزرج شرٌّ في المسجد، وما علمتُ، فلمَّا كان مساءُ ذلك اليومِ خرجتُ لبعضِ حاجتي ومعي أُمُّ مِسْطَحٍ، فعَثَرت، فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فقلتُ لها: أي أُمِّ، أتَسُبِّينَ ابْنكِ؟ فسكتتْ، ثم عَثَرَت الثانية، فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فقلتُ لها: أي أُمِّ، أتَسُبِّينَ ابْنكِ؟ فسكتتْ، ثم عَثَرَت الثالثة، فقالتْ: تَعِسَ مِسطحٌ، فانْتَهرْتُها، فقالت: والله ما أسُبُّهُ إلا فيك، فقلتُ: في أيِّ شَأْني؟ فذكرتْ - وفي رواية: فَبَقَرَتْ - لي الحديثَ، فقلتُ: وقد كانَ هذا؟ قالت: نعمْ والله، فرجعْتُ إلى بيتي كأنَّ الذي خرجتُ له لا أجد منه قليلاً ولا كثيراً، وَوُعِكْتُ، وقلتُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني إلى بيتِ أمي، فأرسلَ معي الغلامَ، فدخلتُ الدارَ، فوجدْتُ أمَّ رُومانٍ في أَسفلِ البيتِ، وأَبا بكرٍ فوقَ البيتِ يقرأ، فقالت أُمي: ما جاءَ بكِ يا بُنيَّةُ؟ فأخبرتُها، وذكرتُ لها الحديث. وإذا هو لم يَبْلُغْ منها مِثلَ ما بلغَ مني، فقالت: أَيْ بُنيَّةُ، خَفِّضِي عليكِ الشَّأْنَ، فإنَّهُ واللهِ لَقَلَّما كانت امرأةٌ حَسناءُ عند رجلٍ يُحبُّها لها ضَرائرُ، إِلا حَسَدْنَها، وقيلَ فيها، قلت: وقد علمَ به أبي؟ قالت: نعم، قلت: ورسُولُ الله؟ قالت: نعم، ورسولُ اللهِ، فَاسْتَعْبَرْتُ وبَكَيت، فسمعَ أبو بكرٍ صَوْتي وهو فوق البيت يقرأُ فنزل. فقال لأُمي: ما شأْْنُها؟ فقالت: بَلَغها الذي ذُكِرَ في شأْنِها، فَفاضت عيناهُ، وقال: أَقْسمتُ عليك يا بُنَيَّةُ إِلا رجعْتِ إِلى بَيتكِ ⦗٢٦٤⦘ فَرَجعت، ولقدْ جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسألَ عني خادمي؟ فقالت: لا واللهِ، ما علمتُ عليها عيباً، إلا أنَّها كانت تَرْقُدُ، حتى تدخلَ الشَّاةُ فتأْكلَ خُبْزَها أو عَجينها - وفي رواية: عجينها أو خَمِيرَها - شكَّ هشام. فانْتَهَرها بعضُ أَصحابه، فقال: اصْدُقي رسولَ الله، حتى أسْقَطُوا لها بِهِ، فقالت: سبْحانَ الله! والله ما علمتُ عليها إلا ما يعلمُ الصائغ على تِبْرِ الذهب الأحمر (٤٠) وبلغ الأمرُ ذلك الرجلَ الذي قيل له، فقال: سُبحانَ الله! واللهِ ما كشفتُ كَنفَ أُنثى قط، قالت عائشةُ: فقُتلَ شهيداً في سبيل اللهِ، قالت: وأصْبحَ أَبوايَ عِندي، فلم يزالا، حتى دخلَ عليَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد صلَّى العصر ثم دخلَ، وقد اكْتَنَفَني أَبواي عن يميني وعن شمالي، فحمد الله وأثْنى عليه ثم قال: أمَّا بعدُ، يا عائشةُ إنْ كُنْتِ قارْفتِ سُوءاً أَو ظَلمْتِ، فتُوبي إلى الله، فإِنَّ اللهَ يقْبلُ التَّوبة عن عباده، قالت: وقد جاءت امرأَةٌ من الأَنصارِ، فهي جالسةٌ بالبابِ، فقلتُ: أَلا تسْتحيي من هذه المرأةِ: أَنْ تذكُرَ شيئاً؟ قالت: فوعَظَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فالتفَتُّ إلَى أَبي، فقلتُ: أجِبْهُ، قال: فماذا أَقُولُ؟ فالْتفتُّ إلى أُمِّي فقلتُ: أَجِيبيِه، فقالت: أَقولُ ماذا؟ فلمَّا لم يُجيباهُ تشهَّدْتُ، فحمِدتُ الله وأثْنَيْتُ عليه بما هو أهُله، ثم قُلْتُ: أَما بعد ⦗٢٦٥⦘ فو الله، لَئِنْ قُلْتُ لكم: إِني لم أُفْعلْ - واللهُ يعْلَم إني لصادقةٌ - ما ذاك بنافِعي عندكم، لقد تكلَّمتُمْ به، وأُشْرِبتْهُ قُلُوبُكم، وإنْ قُلْتُ: إني قد فعلت - واللهُ يعْلُم أنِّي لم أفعلْ - لتَقُولُنَّ: قد باءتْ به على نفسها، وإِني والله ما أَجد لي ولكم مثلاً - والْتمسْتُ اسم يعقُوب، فلم أَقْدرْ عليه - إلا أَبا يُوسُف، حين قال: {فصبْرٌ جميلٌ واللَّهُ الْمُستعانُ على ما تَصفُون} وأنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منْ ساعتِه، فسكتْنا، فرُفعَ عنه، وإِني لأََتبيَّنُ السُّرور في وجْهه، وهُو يمْسحُ جَبينَهُ ويقول: أَبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك، قالت: وكُنْت أَشَدَّ ما كُنتُ غضباً، فقال: لي أبوايَ: قُومي إليه، فقُلت: والله لا أَقوم إليه، ولا أحْمَدُهُ، ولا أَحْمدكما، ولكن أحْمدُ الله الذي أنْزلَ بَراءتي ولقد سَمِعْتُمُوهُ فما أنْكرْتُموهُ ولا غيَّرْتُموهُ، وكانت عائشة تقول: أمَّا زينبُ بنتُ جحْشٍ: فعَصَمها اللهُ بدينها فلم تقُلْ إِلا خيْراً، وأَما أخْتُها حَمْنةُ: فهلَكتْ فيمن هَلك، وكان الذي يتكلمُ فيه: مِسْطحٌ، وحسَّانُ بن ثابتٍ، والمنافقُ: عبدُ الله بْن أُبَيّ بْنَ سَلُول، وهو الذي كان يسْتوْشِيهِ ويجْمعُهُ، وهو الذي تولَّى كِبْرَهُ منهم هو وحَمْنَةُ، قالت: فحلَفَ أبو بكرٍ أَلاّ ينْفعَ مسْطحاً بنافعةٍ أبداً، فأنزل الله عز وجل: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ منكم والسَّعَةِ ... } إلى آخر الآية، يعني أبا بكرٍ {أنْ يُؤتوا أُولي القُرْبى والمساكينَ} يعني مِسْطحاً، إلى قوله: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغفر اللَّه لكم واللَّه غَفُورٌ رحيمٌ} فقال أبو بكر: بلى والله يا ربَّنا، إِنا لنُحبُّ أنْ تغفِر لنا، وعادَ له بما كان يصْنعُ. ⦗٢٦٦⦘

وفي رواية: أن عائشةَ لمَّا أُخْبِرتْ بالأمر قالت: يا رسول الله، أَتأذنُ لي أنْ أنطَلقَ إلى أهْلي؟ فأذِن لها، وأرسل معها الغلامَ، وقال رُجلٌ من الأنصار (٤١) : {سبحانك ما يكون لنا أن نتَكلَّمَ بهذا سُبحانك هذا بُهتانٌ عظيم} لمْ يَزِد على هذا.

هذه روايات البخاري، ومسلم.

وعند البخاري قال: قال الزهري: كان حديثُ الإفكِ في غزوةِ المُرَيْسِيعِ، ذكره البخاري في غزوة بني المُصْطَلِق من خُزاعَةَ، قال: وهي غزوَةِ المُرَيْسِيعِ، قال ابن إسحاق: وذلك سنة ستٍ، وقال موسى بنُ عُقْبة: سنَة أربعٍ، إلى هنا ما حكاه البخاري.

وأخرج البخاري من حديث الزُّهري قال: قال لي الوليدُ بن عبد الملك: أبَلَغَكَ أنَّ عليًّا كان فيمن قَذَف عائشة؟ قُلتُ: لا، ولكن قد أخبرني رُجلان من قومِك: - أبو سلمةَ بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام - أنَّ عائشة قالت لهما: كان عليٌّ مُسَلِّما (٤٢) في شأنِها.

وأخرج البخاري أيضاً من حديث الزهري عن عروة عن عائشة {والَّذي ⦗٢٦٧⦘ تولَّى كِبْرَهُ منهم} : عبد الله بن أُبيّ.

زاد في رواية: قال عُروة: أُخبرتُ أنه كان يُشاعُ، ويُتحدَّثُ به عندَه، فيُقِرُّه ويُشيعُهُ ويَسْتوشِيهِ، قال عروةُ: لم يُسمَّ من أهْلِ الإفك أيضاً إلا حسَّانُ بن ثابتٍ، ومِسْطحُ بنُ أُثاثة، وحَمْنةُ بنت جحش، في ناسٍ آخرين، لا عِلْم لي بهم، غير أَنهم عُصْبةٌ، كما قال الله تعالى، قال عروةُ: وكانت عائشةُ تكره أَنْ يُسبَّ عِندها حَسّانُ، وتقول: إنه الذي قال:

فإنَّ أبي ووَالِدَهُ وعِرْضي ... لعِرْضِ محمدٍ منكم وِقاءٌُ

وفي رواية لهما: قال مسروق بن الأجْدع: دخلتُ على عائشة، عندها حسانُ يُنْشِدُها شعراً، يُشبِّبُ (٤٣) من أبياتٍ، فقال:

حَصانٌ رَزانٌ، ما تُزَنُّ برِيبةٍ ... وتُصِبحُ غَرْثَى من لُحُوم الغوافلِ

فقالت له عائشة: لكِنَّك لست كذلك، قال مسروق: فقلت لها: أتأذنين (٤٤) له أن يدخُل عليك؟ وقد قال الله تعالى: {والذي تولَّى كِبْرَهُ منهم له عذابٌ عظيمٌ} ؟ قالت: وأَيُّ عذابٍ أَشدُّ من العمى؟ وقالت: إنه كان يُنافحُ ⦗٢٦٨⦘ أو يُهاجِي - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخرج الترمذي الرواية الثانية من الروايتين الطويلتين عن عروة عن عائشة بطولها، وقال: وقد رواه يونس بن يزيد، ومعمرٌ، وغيرُ واحد عن الزهري عن عروة بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بنِ وَقَّاص الليثيِّ، وعبيد الله بن عبد الله - عن عائشة أَطولَ من حديث هشام بن عروة وأتمَّ، يعني بذلك: الرواية الأولى بطولها.

وأخرج النسائي من الرواية الأولى إلى قوله: «فلم يستنكِرِ القومُ خِفَّةَ الهوْدج حين رفَعوهُ وحملوهُ، وكنت جارية حديثةَ السِّنِّ» ، ثم قال: وذكر الحديث، ولم يذكر لفظه.

وأخرج أبو داود منه طرفين يسيرين.

أحدهما: عن ابن شهاب قال: أَخبرني عروةُ بن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعلقمة بن، وقَّاصٍ الليثي، وعبيد الله بن عبد الله، عن حديث عائشة، وكُلٌّ حدَّثني طائفة من الحديث «قالت: ولشَأني في نفسي كان أحقرَ من أن يتكلَّم الله فيَّ بأمْرٍِ يُتْلى» .

والطرف الآخر: أخرجه في باب الأدب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبْشِري يا عائشة، فإن الله -عزَّ وجلَّ- قدْ أنزلَ عُذْرَكِ، وقرأ عليها القرآنَ، فقال أبوايَ: قُومي فقَبِّلي رأسَ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: أَحْمَدُ الله، لا إِيَّاكُما» . ⦗٢٦٩⦘

وحيث اقْتَصَر على هذين الطرَفين اليسيرين، لم أُثْبِتْ علامته مع الجماعة، ونبَّهْتُ بِذِكْرِهِما ها هنا؛ لِئَلا يُخِلَّ بِهِما (٤٥) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(الإفك) الكذب، أراد به: قذف عائشة -رضي الله عنها -.

(أوعى) أحفظ. ⦗٢٧١⦘

(آذن) أي أعلم، يعني: نادى بالرحيل. ⦗٢٧٢⦘

(جزع أظفار) الجزع هنا: الحجر اليماني المعروف، وإضافته إلى أظفار: تخصيص له، وفي اليمن موضع يقال له: ظِفار، والرواية في الحديث «أظفار - وظِفَار» .

(لم يُهَبَّلن) أي: لم يكثر لحمهن من السمن فيثقلن، والمهبَّل: الكثير اللحم. الثقيل الحركة من السمن، وقد روى «لم يُهَبِّلن» .

(العُلقة) بضم العين: البلغة من الطعام قدر ما يمسك الرمق. تريد القليل.

(داعٍ ولا مجيب) أي ليس بها أحد لا من يدعو، ولا من يرد جواباً.

(عرَّس فادَّلج) التعريس: نزول آخر الليل نزلة الاستراحة، والادِّلاج - بالتشديد -: سير آخر الليل.

(الاسترجاع) هو قول القائل: (إنا لله وإنا إليه راجعون) .

(بجلبابي) الجلباب: ما يتغطى به الإنسان من ثوب أو إزار.

(وهوي) هوي الإنسان: إذا سقط من علو، والمراد: أنه نزل من بعيره عجلاً.

(موغرين) الوغرة: شدة الحر.، ومنه يقال: وغر صدره يوغر: إذا ⦗٢٧٣⦘ اغتاظ وحمي، وأوغره غيره، فيكون قوله: موغرين، أي: داخلين في شدة الحر.

(نحر الظهيرة) الظهيرة: شدة الحر، ونحرها: أولها. ونحر كل شيء: أوله.

(كبر الإفك) الكبر - بكسر الكاف وضمها هاهنا - معظم الإفك.

(يفيضون) الإفاضة في الحديث: التحدث به والخوض فيه بين الناس.

(يريبني) رابني الشيء يريبني: شككت فيه، ولا يكون ريباً إلا في شك مع تهمة.

(المناصع) : المواضع الخالية تقضى فيها الحاجة من الغائط والبول، وأصله: مكان فسيح خارج البيوت، واحدها: منصع.

(مرطها) المرط: كساء من صوف أو خز يؤتزر به، وجمعه: مروط.

(تعس) الإنسان: إذا عثر: ويقال في الدعاء على الإنسان: تعس فلان، أي: سقط لوجهه.

(هنتاه) يقال امرأة هنتاه، أي بلهاء، كأنها منسوبة إلى البله وقلة المعرفة بمكائد الناس، وفسادهم.

(وضيئة) الوضاءة: الحسن، ووضيئة: فعيلة بمعنى: فاعلة.

(أغمصه) الغمص: العيب. ⦗٢٧٤⦘

(الداجن) الشاة التي تألف البيت وتقيم به، يقال: دجن بالمكان أذا أقام به.

(فاستعذر) يقال: من يعذرني من فلان، أي: من يقوم بعذري إن كافأته على سوء صنيعه، فلا يلومني، واستعذر: استفعل من ذلك، أي قال: من يعذرني؟ فقال له سعد بن معاذ: أنا أعذرك، أي أقوم بعذرك.

(من فخذه) الفخذ في العشائر: أقل من البطن أولها: الشَّعب، ثم القبيلة، ثم الفصيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، كذا قال الجوهري.

(اجتهلته الحمية) الاجتهال: افتعال: من الجهل، أي: حملته الحمية، وهي الأنفة والغضب على الجهل، واحمتلته: افتعلته من الحمل.

(فتثاور) تثاور الناس، أي: ثاوروا ونهضوا من أماكنهم، طلباً للفتنة.

(يخفضهم) : يهون عليهم ويسكنهم.

(فالق) فاعل، من فلق الشيء: إذا شقه.

(ألممت) الإلمام: المقاربة، وهو من اللمم: صغار الذنوب، وقيل: اللمم: مقاربة المعصية من غير إيقاع فعل (٤٦) . ⦗٢٧٥⦘

(قلص) قلص الدمع: انقطع جريانه.

(ما رام) أي ما برح من مكانه، يقال: رام يريم: إذا برح وزال وقلَّما يستعمل إلا في النفي.

(البرحاء) الشدة.

(الجمان) جمع جمانة: وهي الدرة، وقيل: هي خرزة تعمل من الفضة مثل الدرة.

(سري عنه) أي كشف عنه.

(ولا يأتَل) يأتل: يفتعل: من الألية: وهي القسم، يقال: آلى وائتلى وتألى.

(أحمي سمعي) حميت سمعي وبصري: إذا منعتهما من أن أنسب إليهما ما لم يدركاه.

(تساميني) المساماة: مفاعلة من السمو والعلو: أي أنها تطلب من السمو والعلو مثل الذي أطلب.

(فعصمها الله بالورع) أي منعها بالمعدلة: ومجانبة مالا يحل.

(كنف) الكنف: الجانب، والمراد: ما كشفت على امرأة ما سترته من نفسها، إشارة إلى التعفف.

(أبنوا أهلي) التأبين على وجهين: فتأبين الحي: ذكره بالقبيح، ⦗٢٧٦⦘ ومنه قوله: أبنوا أهلي: أي ذكروهم بسوء. والثاني تأبين الميت: وهو مدحه بعد موته.

(فبقرت) البَقْر: الفتح والتوسعة والشق، والمعنى: ففتحت لي الحديث وكشفته وأوضحته.

(وايم الله) من ألفاظ القسم، وفيها لغات كثيرة.

(وأسقطوا لها به) أسقطوا به: أي: قالوا لها السقط من القول، وهو الرديء، يريد: أنهم سبوها، وقوله «به» أي بسبب هذا المعنى: وهو الذي سئلت عنه من أمر عائشة -رضي الله عنها - فيكون المعنى سبوها بهذا السبب. وقد روي هذا اللفظ على غير ما قلناه، والصحيح المحفوظ: إنما هو ما ذكرناه. والله أعلم.

(قارفت) المقارفة: الكسب والعمل في الأصل، ويقال لمن باشر معصية أو ألم بها.

(وأشربته قلوبكم) أي: تداخل هذا الحديث قلوبكم، كما يتداخل الصبغ الثوب فيشربه.

(باءت به) أي: رجعت به وتحملته.

(يستوشيه) أي: يستخرجه بالبحث عنه والاستقصاء، كما يستوشي الرجل فرسه: إذا ضرب جنبيه بعقبيه ليجري، يقال: أوشى فرسه، واستوشاه. ⦗٢٧٧⦘

(حصان رزان) امرأة حصان: بينة الحصانة، أي: عفيفة حيية: وامرأة رزان: ثقيلة ثابتة.

(تُزن) تُرمى وتقذف.

(بريبة) أي: بأمر يريب الناس، كالزنا ونحوه.

(غرثى) أي: جائعة، والمذكر: غرثان.

(الغوافل) جمع غافلة، والمراد به: الغفلة المحمودة، وهي مالا يقدح في دين أو مروءة.

(منافح) المنافحة: المناضلة والمخاصمة.

(أكنف) الأكنف: الأستر الأصفق، ومن هاهنا قيل للوعاء الذي يحرز فيه الشيء: كَنَف، والبناء الساتر لما وراءه: كنيف.


(١) قال النووي: هذا الذي فعله الزهري من جمعه الحديث عنهم جائز، لا منع منه ولا كراهة فيه، لأنه قد بين أن بعض الحديث عن بعضهم، وبعضه عن بعضهم، وهؤلاء الأربعة أئمة حفاظ ثقات، من أجل التابعين، فإذا ترددت اللفظة من هذا الحديث بين كونها عن هذا أو ذاك لم يضر، وجاز الاحتجاج بها لأنهما ثقتان. وقد اتفق العلماء على أنه لو قال: حدثني زيد أو عمرو - وهما ثقتان معروفان بالثقة عند المخاطب - جاز الاحتجاج به. وقوله " وبعضهم أوعى لحديثها من بعض، وأثبت اقتصاصاً " أي: أحفظ وأحسن إيراداً وسرداً للحديث.
(٢) " آذن " روي بالمد وتخفيف الذال، وبالقصر وتشديدها: أي أعلم.
(٣) قال الحافظ في " الفتح " ٨ /٣٤٧: كذا في هذه الرواية " أظفار " بزيادة ألف، وكذا في رواية فليح، لكن في رواية الكشميهني من طريقه " ظفار "، وكذا في رواية معمر وصالح.
وقال ابن بطال: الرواية " أظفار " بألف، وأهل اللغة لا يعرفونه بألف، ويقولون: " ظفار "، وقال ابن قتيبة: " جزع ظفاري "، وقال القرطبي: وقع في بعض روايات مسلم " أظفار " وهي خطأ.
قلت: - القائل ابن حجر - لكنها في أكثر روايات أصحاب الزهري، حتى إن في رواية صالح بن أبي الأخضر عند الطبراني " جزع الأظافير " فأما " ظفار " بفتح الظاء المعجمة، ثم فاء بعدها راء مبنية على الكسر، فهي مدينة باليمن، وقيل: جبل، وقيل: سميت به المدينة، وهي في أقصى اليمن إلى جهة الهند، وفي المثل: من دخل ظفار حمر، أي: تكلم بالحميرية، لأن أهلها كانوا من حمير، وإن ثبتت الرواية أنه " جزع أظفار " فلعل عقدها كان من الظفر أحد أنواع القسط، وهو طيب الرائحة يتبخر به، فلعله عمل مثل الخرز، فأطلقت عليه جزعاً تشبيهاً به، ونظمته قلادة، إما لحسن لونه أو لطيب ريحه، وقد حكى ابن التين: أن قيمته كانت اثني عشر درهماً. وهذا يؤيد أنه ليس جزعاً ظفارياً، إذ لو كان كذلك لكانت قيمته أكثر من ذلك. ووقع في رواية الواقدي " فكان في عنقي عقد من جزع ظفار، كانت أمي أدخلتني به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
قال النووي: وأما ظفار، فبفتح الظاء المعجمة، وكسر الراء، وهى مبنية على الكسر. تقول: هذه ظفار، ودخلت ظفار، وسافرت إلى ظفار - بكسر الراء بلا تنوين في الأحوال كلها -، وهي قرية باليمن.
(٤) قال الحافظ في " الفتح ": وهو أصوب.
(٥) قال النووي: " لم يهبلن " ضبطوه على أوجه. أظهرها: بضم الياء وفتح الهاء والباء المشددة، أي: يثقلن باللحم والشحم. والثاني: يهبلن، بفتح الياء والباء وإسكان الهاء بينهما. والثالث: بفتح الياء وضم الباء الموحدة. ويجوز بضم أوله وإسكان الهاء وكسر الموحدة.
قال أهل اللغة: هبله اللحم وأهبله: إذا أثقله وكثر لحمه وشحمه.
وفي رواية البخاري " لم يثقلن " وهو بمعناه: وهو أيضاً المراد بقولها " ولم يغشهن اللحم ".
(٦) بضم العين، القليل، ويقال لها أيضاً: البلغة.
(٧) قال الحافظ في " الفتح " ٨ / ٣٥٠: قال أبو زيد: التعريس: النزول في السفر في أي وقت كان. وقال غيره: أصله: النزول من آخر الليل في السفر للراحة.
ووقع في حديث ابن عمر: بيان سبب تأخر صفوان، ولفظه " وكان صفوان سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعله على الساقة، فكان إذا رحل الناس قام يصلي، ثم اتبعهم، فمن سقط له شيء أتاه به ". وفي حديث أبي هريرة " وكان صفوان يتخلف عن الناس، فيصيب القدح والجراب والإداوة "، وفي مرسل مقاتل بن حيان " فيحمله فيقدم به فيعرفه أصحابه "، وكذا في مرسل سعيد بن جبير نحوه.
(٨) قال الحافظ في " الفتح " ٨ /٣٢٢: " أدلج " بسكون الدال في روايتنا، وهو كادلج بتشديدها. وقيل: معناه بالسكون: سار من أوله. وبالتشديد: سار من آخره. وعلى هذا: فيكون الذي هنا بالتشديد، لأنه كان في آخر الليل، وكأنه تأخر في مكانه حتى قرب الصبح، فركب ليظهر له ما يسقط من الجيش مما يخفيه الليل، ويحتمل أن يكون سبب تأخيره: ما جرت به عادته من غلبة النوم عليه، كما في سنن أبي داود، إذ شكته امرأته.
(٩) بالمثناة المكسورة، وهي للمؤنث مثل ذاكم للمذكر.
واستدلت عائشة بهذه الحالة على أنها استشعرت منه بعض جفاء، ولكنها لما لم تكن تدري السبب لم تبالغ في التنقيب عن ذلك حتى عرفته.
ووقع في رواية أبي أويس " إلا أنه يقول وهو مار: كيف تيكم؟ ولا يدخل عندي ولا يعودني، ويسأل عني أهل البيت "، وفي حديث ابن عمر: " وكنت أرى منه جفوة، ولا أدري من أي شيء؟ ".
(١٠) جمع كنيف. وهو الساتر، والمراد به هنا: المكان المتخذ لقضاء الحاجة.
(١١) بضم الراء وسكون الهاء.
(١٢) ابن كعب بن سعد بن تميم بن بكر.
(١٣) قال الحافظ: اسمها رائطة، حكاه أبو نعيم.
(١٤) بضم الهمزة ومثلثتين، الأولى خفيفة، بينهما ألف، ابن عباد بن المطلب، فهو مطلبي من أبيه ⦗٢٥٥⦘ وأمه. وأصل المسطح: عود من أعواد الخباء، وهو لقب، واسمه: عوف، وقيل: عامر. والأول هو المعتمد، وكان هو وأمه من المهاجرين الأولين، وكان أبوه مات وهو صغير، فكفله أبو بكر لقرابة أم مسطح منه، وكانت وفاة مسطح سنة أربع وثلاثين، وقيل: سنة سبع وثلاثين، بعد أن شهد صفين مع علي رضي الله عنه. قاله الحافظ في " الفتح ".
(١٥) أي كب لوجهه، أو هلك ولزمه الشر، أو بعد.
(١٦) قال الحافظ في " الفتح " قوله: " فقلت: سبحان الله " استغاثت بالله متعجبة من وقوع مثل ذلك في حقها مع براءتها المحققة عندها.
(١٧) قال الحافظ: ظاهره: أن السؤال وقع بعد ما علمت بالقصة، لأنها عقبت بكاءها تلك الليلة بهذا، ثم عقبت هذا بالخطبة. ورواية هشام بن عروة تشعر بأن السؤال والخطبة وقعا قبل أن تعلم عائشة بالأمر، فإن في أول رواية هشام عن أبيه عن عائشة " لما ذكر من شأني الذي ذكر، وما علمت به ⦗٢٥٦⦘ قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً " فذكر قصة الخطبة الآتية؛ ويمكن الجمع بأن الفاء في قوله " فدعا " عاطفة على شيء محذوف، تقديره: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قد سمع ما قيل، فدعا علياً.
(١٨) قال الحافظ في " الفتح ": قوله: " استلبث الوحي " بالرفع: أي طال لبث نزوله، وبالنصب: أي استبطأ النبي صلى الله عليه وسلم نزول الوحي.
(١٩) قال الحافظ في " الفتح ": " هم أهلك " أي العفيفة اللائقة بك، ويحتمل أن يكون قال ذلك متبرئاً من المشورة، ووكل الأمر إلى رأي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم لم يكتف بذلك، حتى أخبر بما عنده، فقال: " ولا نعلم إلا خيراً " وإطلاق " الأهل " على الزوجة شائع، قال ابن التين: أطلق عليها أهلاً، وذكرها بصيغة الجمع، حيث قال: " هم أهلك " إشارة إلى تعميم الأزواج بالوصف المذكور. اهـ، ويحتمل أن يكون جمع لإرادة تعظيمها.
(٢٠) وإنما قال علي رضي الله عنه ذلك: تسهيلاً للأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإزالة لما هو متلبس به، وتخفيفاً لما شاهده فيه، لا عداوة لها، حاشاهم عن ذلك، قاله الكرماني.
(٢١) أي: ما رأيت فيها مما تسألون عنه شيئاً أصلاً، وأما من غيره: ففيها ما ذكرت من غلبة النوم لصغر سنها ورطوبة بدنها، قاله الحافظ في " الفتح ".
(٢٢) أي: أعيبه.
(٢٣) قال الحافظ في" الفتح ": وفي رواية مقسم " ما رأيت منها مذ كنت عندها إلا أني عجنت عجيناً، فقلت: احفظي هذه العجينة حتى أقتبس ناراً لأخبزها، فغفلت، فجاءت الشاة فأكلتها "، وهو يفسر المراد بقوله في رواية الباب: " حتى تأتي الداجن ".
(٢٤) وإنما قال ذلك: لأنه سيدهم، فجزم أن حكمه فيهم نافذ.
(٢٥) " من " الأولى تبعيضية والأخرى بيانية، ولهذا سقطت من رواية فليح، قاله الحافظ في " الفتح ".
(٢٦) هي الفريعة بنت خالد بن حبيش بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصارية.
(٢٧) أي: كامل الصلاح، وفي رواية الواقدي " وكان صالحاً لكن الغضب بلغ منه، ومع ذلك لم يغمص عليه في دينه ". قاله الحافظ في " الفتح ".
(٢٨) قال الحافظ في " الفتح ": أطلق أُسيد ذلك مبالغة في زجره عن القول الذي قاله، وأراد بقوله: " فإنك منافق " أي: تصنع صنيع المنافقين، وفسره بقوله: " تجادل عن المنافقين " وقابل قوله لسعد بن معاذ: " كذبت، لا تقتله " بقوله هو: " كذبت لنقتلنه ". وقال المازري: إطلاق أسيد لم يرد به نفاق الكفر، وإنما أراد: أنه كان يظهر المودة لقومه الأوس، ثم ظهر منه في هذه القصة ضد ذلك. فأشبه حال المنافق، لأن حقيقة النفاق: إظهار شيء وإخفاء غيره، ولعل هذا هو السبب في ترك إنكار النبي صلى الله عليه وسلم.
(٢٩) قال الحافظ في " الفتح ": أي أنهما جاءا إلى المكان الذي كنت به من بيتهما، لا أنها رجعت من عندهم إلى بيتها. ووقع في رواية محمد بن ثور عن معمر " وأنا في بيت أبوي ".
(٣٠) قال الداودي: أمرها بالاعتراف، ولم يندبها إلى الكتمان، للفرق بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهن، فيجب على أزواجه الاعتراف بما يقع منهن، ولا يكتمنه إياه، لأنه لا يحل لنبي إمساك من يقع منها ذلك. بخلاف نساء الناس، فإنهن يندبن إلى الستر. وتعقبه عياض بأنه ليس في الحديث ما يدل على ذلك، ولا فيه أنه أمرها بالاعتراف، وإنما أمرها أن تستغفر الله وتتوب إليه، أي فيما بينها وبين ربها، فليس صريحا في الأمر لها بأن تعترف عند الناس بذلك، قال الحافظ: وسياق جواب عائشة يشعر بما قال الداودي، لكن المعترف عنده ليس إطلاقه فليتأمل. ويؤيد ما قال عياض: أن في رواية ابن حاطب، قالت " فقال أبي: إن كنت صنعت شيئاً فاستغفري الله، وإلا فأخبري رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذرك ".
(٣١) أي: أجد.
(٣٢) قالت هذا، توطئة لعذرها، لكونها لم تستحضر اسم يعقوب عليه السلام.
(٣٣) أي: ما فارق، ومصدره: الريم بالتحتانية، بخلاف رام، بمعنى: طلب. فمصدره: الروم.
(٣٤) " البرحاء " بضم الموحدة وفتح الراء ثم مهملة ثم مد: هي شدة الحمى، وقيل: شدة الكرب، وقيل: شدة الحر، ومنه برح بي الهم: إذا بلغ غايته.
(٣٥) قال الحافظ في " الفتح ": آخر العشرة قوله {والله يعلم وأنتم لا تعلمون} ، لكن وقع في رواية عطاء الخراساني عن الزهري " فأنزل الله {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم - إلى قوله - أن يغفر ⦗٢٦١⦘ الله لكم والله غفور رحيم} ، وعدد الآي إلى هذا الموضع: ثلاث عشرة آية، فلعل في قولها " العشر الآيات " مجازاً بطريق إلغاء الكسر.
وفي رواية الحكم بن عيينة مرسلاً عند الطبري " لما خاض الناس في أمر عائشة " فذكر الحديث مختصراً، وفي آخره: فأنزل الله خمس عشرة آية من سورة النور - حتى بلغ - {الخبيثات للخبيثين} [النور: ٢٦] وهذا منه تجوز، فعدد الآي إلى هذا الموضع ست عشرة. وفي مرسل سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم والحاكم في " الإكليل ": فنزل ثماني عشرة آية متوالية كذبت من قذف عائشة {إن الذين جاءوا - إلى قوله - رزق كريم} ، وفيه ما فيه أيضاً. وتحرير العدة: سبع عشرة آية. قال الزمخشري: لم يقع في القرآن من التغليظ في معصية ما وقع في قصة الإفك بأوجز عبارة وأشبعها، لاشتماله على الوعيد الشديد، والعقاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام القول في ذلك، واستشناعه بطرق مختلفة، وأساليب متقنة، كل واحد منها كاف في بابه، بل ما وقع من وعيد عبدة الأوثان، إلا بما هو دون ذلك، وما ذلك إلا لإظهار علو منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطهير من هو منه بسبيل.
(٣٦) أي: لا تحلفوا، إذ الألية هي اليمين، قاله النووي.
(٣٧) بكسر الفاء، وحكي فتحها. أي: جعلت أو شرعت.
(٣٨) أي: تجادل لها وتتعصب، وتحكي ما قال أهل الإفك، أي: لتنخفض منزلة عائشة، وتعلو منزلة أختها زينب.
(٣٩) هو بفتح النون: الستر، والمراد هنا: ثوبها الذي يكنفها، كناية عن الجماع، ومنه: هو في كنف الله وحفظه، والكنف أيضاً: الجانب، قاله الزركشي.
(٤٠) قال الحافظ: أي: كما لا يعلم الصائغ من الذهب الأحمر إلا الخلوص من العيب، فكذلك أنا: لا أعلم منها إلا الخلوص من العيب.
وفي رواية ابن أبي حاطب عن علقمة " فقالت الجارية الحبشية: والله لعائشة أطيب من الذهب، ولئن كانت صنعت ما قال الناس، ليخبرنك الله. قالت: فعجب الناس من فقهها ".
(٤١) قال الحافظ في مقدمة " الفتح ": هو أبو أيوب الأنصاري، رواه الحاكم في " الإكليل ".
(٤٢) بكسر اللام، كذا رواه القابسي، من التسليم وترك الكلام في إنكاره، وفتحها الحموي [[وبعضهم]] من السلامة من الخوض فيه. [[ورواه النسفي وابن السكن مسيئا من الإساءة في الحمل عليها وترك التحزب لها وكذا رواه ابن أبي خيثمة وعليه تدل فصول الحديث في غير موضع رواه ابن أبي شيبة، وعليه يدل فصول الحديث في غير موضع]] (*) ، وهو رضي الله عنه منزه أن يقول ما قال أهل الإفك. كما نص عليه في الحديث، ولكن أشار بفراقها، وشدد على بريرة في أمرها، قاله الزركشي.
(٤٣) أي: ينشد شعراً يتغزل به.
(٤٤) قال الحافظ: هذا مشكل، لأن ظاهره: أن المراد بقوله {والذي تولى كبره منهم} هو: حسان بن ثابت. وقد تقدم قبل هذا: أنه عبد الله بن أبي. وهو المعتمد.
وقد وقع في رواية أبي حذيفة عن سفيان الثوري عند أبي نعيم في " المستخرج " وهو ممن تولى كبره فهذه الرواية أخف إشكالاً.
(٤٥) البخاري ٥ / ١٩٨ - ٢٠١ في الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضاً، وباب القرعة في المشكلات، وفي الهبة، باب هبة المرأة لغير زوجها وعتقها. وفي الجهاد، باب حمل الرجل امرأته في الغزو دون بعض نسائه، وفي المغازي، باب شهود الملائكة بدراً، وباب غزوة النساء، وفي تفسير سورة يوسف، باب {بل سولت لكم أنفسك أمراً} ، وفي تفسير سورة النور، باب {لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً} ، وباب {إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا} ، وفي الأيمان والنذور، باب اليمين فيما لا يملك، وفي الاعتصام، باب قول الله تعالى {وأمرهم شورى بينهم} ، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى {يريدون أن يبدلوا كلام الله} ، وباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الماهر بالقرآن مع الكرام البررة "، ومسلم رقم (٢٧٧٠) في التوبة، باب حديث الإفك وقبول توبة القاذف، والترمذي رقم (٣١٧٩) في التفسير، باب ومن سورة النور، والنسائي ١ / ١٦٣ - ١٦٤ في الطهارة، باب بدء التيمم. قال العلماء: في هذا الحديث من الفوائد: جواز الحديث عن جماعة ملفقاً مجملاً، وفيه مشروعية القرعة حتى بين النساء، وفي المسافرة بهن، والسفر بالنساء حتى في الغزو، وجواز حكاية ما وقع للمرء من الفضل ولو كان فيه مدح ناس وذم ناس إذا تضمن ذلك إزالة توهم النقص عن الحاكي إذا كان بريئاً عند قصد نصح من يبلغه ذلك لئلا يقع فيما وقع فيه من سبق، وأن الاعتناء بالسلامة من وقوع الغير في الإثم أولى من تركه يقع في الإثم، وتحصيل الأجر للموقوع فيه، وفيه استعمال التوطئة فيما يحتاج إليه من الكلام، وأن الهودج يقوم مقام البيت في حجب المرأة، وجواز ركوب المرأة الهودج على ظهر البعير، ولو كان ذلك مما يشق عليه حيث يكون مطيقاً لذلك، وفيه خدمة الأجانب للمرأة من وراء الحجاب، وجواز تستر المرأة بالشيء المنفصل عن البدن، وتوجه المرأة لقضاء حاجتها وحدها وبغير إذن خاص من زوجها، بل اعتماداً على الإذن العام المستند إلى العرف العام، وجواز تحلي المرأة في السفر بالقلادة ونحوها، وصيانة المال ولو قل للنهي عن إضاعة المال، فإن عقد عائشة لم يكن من ذهب ⦗٢٧٠⦘ ولا جوهر، وفيه شؤم الحرص على المال لأنها لو لم تطل في التفتيش لرجعت بسرعة فلما زاد على قدر الحاجة أثر ما جرى، وتوقف رحيل الجند على إذن الأمير، والاسترجاع عند المصيبة، وتغطية المرأة وجهها عن نظر الأجنبي، وإغاثة الملهوف، وعون المنقطع، وإنقاذ الضائع، وإكرام ذوي القدر وإيثارهم بالركوب، وتجشم المشقة لأجل ذلك، وحسن الأدب مع الأجانب خصوصاً النساء، لا سيما في الخلوة، والمشي أمام المرأة ليستقر خاطرها وتأمن مما يتوهم من نظره لما عساه ينكشف منها في حركة المشي، وفيه ملاطفة الزوجة وحسن معاشرتها، والتقصير من ذلك عند إشاعة ما يقتضي النقص وإن لم يتحقق، وفائدة ذلك أن تتفطن لتغير الحال فتعتذر أو تعترف، وأنه لا ينبغي لأهل المريض أن يعلموه بما يؤذي باطنه لئلا يزيد ذلك في مرضه، وفيه السؤال عن المريض والإشارة إلى مراتب الهجران بالكلام والملاطفة، وفيه أن المرأة إذا خرجت لحاجة تستصحب من يؤنسها أو يخدمها ممن يؤمن عليها، وفيه ذب المسلم عن المسلم خصوصاً من كان من أهل الفضل، وردع من يؤذيهم ولو كان منهم بسبيل، وبيان مزيد فضيلة أهل بدر، وفيه البحث عن الأمر القبيح إذا أشيع، وتعرف صحته وفساده بالتنقيب على من قيل فيه، واستصحاب حال من اتهم بسوء إذا كان قبل ذلك معروفاً بالخير إذا لم يظهر عنه بالبحث ما يخالف ذلك، وفيه فضيلة قوية لأم مسطح لأنها لم تحاب ولدها في وقوعه في حق عائشة، بل تعمدت سبه على ذلك، وفيه مشروعية التسبيح عند سماع ما يعتقد السامع أنه كذب، وفيه توقف خروج المرأة من بيتها على إذن زوجها ولو كانت إلى أبويها، وفيه البحث عن الأمر المقول ممن يدل عليه المقول فيه، والتوقف في خبر الواحد ولو كان صادقاً، وطلب الارتقاء من مرتبة الظن إلى مرتبة اليقين، وأن خبر الواحد إذا جاء شيئاً بعد شيء أفاد القطع، لقول عائشة: " لأستيقن الخبر من قبلهما " وأن ذلك لا يتوقف على عدد معين، وفيه استشارة المرء أهل بطانته ممن يلوذ به بقرابة وغيرها، وتخصيص من جربت صحة رأيه منهم بذلك ولو كان غيره أقرب، والبحث عن حال من اتهم بشيء، وحكاية ذلك للكشف عن أمره، ولا يعد ذلك غيبة، وفيه استعمال " لا نعلم إلا خيراً " في التزكية، وأن ذلك كاف في حق من سبقت عدالته ممن يطلع على خفي أمره، وفيه التثبت في الشهادة، وفطنة الإمام عند الحادث المهم، والاستنصار بالأخصاء على الأجانب، وتوطئة العذر لمن يراد إيقاع العقاب به أو العتاب له، واستشارة الأعلى لمن هو دونه، وأن من استفسر عن حال شخص فأراد بيان ما فيه من عيب فليقدم ذكر عذره في ذلك إن كان يعلم، كما قالت بريرة في عائشة حيث عابتها بالنوم عن العجين فقدمت قبل ذلك أنها جارية حديثة السن، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يحكم لنفسه إلا بعد نزول الوحي، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يجزم في القصة بشيء قبل نزول الوحي، وأن الحمية لله ورسوله لا تذم، وفيه فضائل جمة لعائشة ولأبويها ولصفوان ولعلي بن أبي طالب وأسامة وسعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وفيه أن التعصب لأهل الباطل يخرج عن ⦗٢٧١⦘ اسم الصلاح، وجواز سب من يتعرض للباطل، ونسبته إلى ما يسوءه وإن لم يكن ذلك في الحقيقة فيه، وإطلاق الكذب على الخطأ، والقسم بلفظ " لعمر الله "، وفيه الندب إلى قطع الخصومة وتسكين ثائرة الفتنة، وسد ذريعة ذلك، واحتمال أخف الضررين بزوال أغلظهما، وفضل احتمال الأذى، وفيه مباعدة من خالف الرسول ولو كان قريباً حميماً، وفيه أن من آذى النبي صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل يقتل؛ لأن سعد بن معاذ أطلق ذلك ولم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه مساعدة من نزلت فيه بلية بالتوجع والبكاء والحزن، وفيه تثبت أبي بكر الصديق في الأمور لأنه لم ينقل عنه في هذه القصة مع تمادي الحال فيها شهراً كلمة فما فوقها، وفيه ابتداء الكلام في الأمر المهم بالتشهد والحمد والثناء، وقول: " أما بعد "، وتوقيف من نقل عنه ذنب على ما قيل فيه بعد البحث عنه، وأن قول: " كذا وكذا " يكنى بها عن الأحوال كما يكنى بها عن الأعداد ولا تختص بالأعداد، وفيه مشروعية التوبة، وأنها تقبل من المعترف المقلع المخلص، وأن مجرد الاعتراف لا يجزئ فيها، وأن الاعتراف بما لم يقع لا يجوز ولو عرف أنه يصدق في ذلك، ولا يؤاخذ على ما يترتب على اعترافه، بل عليه أن يقول الحق أو يسكت، وأن الصبر تحمد عاقبته ويغبط صاحبه، وفيه تقديم الكبير في الكلام، وتوقف من اشتبه عليه الأمر في الكلام، وفيه تبشير من تجددت له نعمة، أو اندفعت عنه نقمة، وفيه الضحك والفرح والاستبشار عند ذلك، ومعذرة من انزعج عند وقوع الشدة لصغر سن ونحوه، وإدلال المرأة على زوجها وأبويها، وتدريج من وقع في مصيبة فزالت عنه لئلا يهجم على قلبه الفرح من أول وهلة فيهلكه، وفيه أن الشدة إذا اشتدت أعقبها الفرج، وفضل من يفوض الأمر لربه، وأن من قوي على ذلك خف عنه الهم والغم، وفيه الحث على الإنفاق في سبيل الخير خصوصاً في صلة الرحم، ووقوع المغفرة لمن أحسن إلى من أساء إليه أو صفح عنه، وأن من حلف أن لا يفعل شيئاً من الخير استحب له الحنث، وجواز الاستشهاد بآي القرآن في النوازل، والتأسي بما وقع للأكابر من الأنبياء وغيرهم، وفيه التسبيح عند التعجب واستعظام الأمر، وذم الغيبة وذم سماعها وزجر من يتعاطاها لاسيما إن تضمنت تهمة المؤمن بما لم يقع منه، وذم إشاعة الفاحشة، وتحريم الشك في براءة عائشة رضي الله عنها.
(٤٦) قال في " اللسان ": الإلمام في اللغة، يوجب أنك تأتي في الوقت. ولا تقيم على الشيء. فهذا معنى اللمم. قال أبو منصور: ويدل على صواب قوله قول العرب: ألممت بفلان إلماماً، وما تزورنا إلا لماماً. قال أبو عبيد: معناه: في الأحيان، على غير مواظبة.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (٦/١٩٤) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: حدثنا معمر. وفي (٦/١٩٧) قال: حدثنا بهز. قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح. قال: بهز قلت له: ابن كيسان؟ قال: نعم. و «البخاري» (٣/٢١٩، و٤/٤٠، و٥/١١٠، و٦/٩٦، و٨/، ١٦٨، ١٧٢ و٩/١٧٦) قال: حدثنا حجاج بن منهال. قال: حدثنا عبد الله بن عمر النميري. قال: حدثنا يونس بن يزيد الأيلي. وفي (٣/٢٢٧) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود. وأفهمني بعضه أحمد. قال: حدثنا فليح بن سليمان. وفي (٥/١٤٨) ، (٦/، ٩٥ و٨/، ١٦٨، ١٦٢ و٩/١٣٩) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله -الأويسي -. قال: حدثنا إبر اهيم بن سعد، عن صالح وفي (٦/١٧٢) ٩، /١٩٣) ، وفي خلق أفعال العباد (صفحة ٣٥) قال: حدثنا يحيى بن بكير. قال: حدثنا الليث، عن يونس. وفي خلق أفعال العباد (٣٥) قال: حدثنا عبد الله. قال: حدثنا الليث، قال: حدثني يونس. و «مسلم» (٨/١١٢) قال: حدثنا حبان بن موسى. قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك. وقال: أخبرنا يونس بن يزيد الأيلى. (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد. قال ابن رافع: حدثنا. وقال الأخران: أخبرنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا معمر. وفي (٨/١١٨) قال: حدثني أبو الربيع العتكي قال: حدثنا فليح بن سليمان. (ح) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني، وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. و «أبو داود» (٤٧٣٥) قال حدثنا سليمان بن داود المهري. قال: أخبرنا عبد الله بن وهب. قال: أخبرني يونس بن يزيد. و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (١١/١٦١٢٦) عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان. (ح) وعن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور. عن معمر. وفي (١١/١٦١٢٩) عن سليمان بن داود المهري. عن ابن وهب. عن يونس وذكر آخر.
أربعتهم - معمر بن راشد، وصالح بن كيسان، ويونس بن يزيد، وفليح ابن سليمان - عن ابن شهاب الزهري. قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ابن مسعود، فذكره.
* وأخرجه الحميدي (٢٨٤) قال: حدثنا سفيان. عن وائل بن داود، عن ابنه بكر بن وائل، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، فذكره مختصرا. ليس فيه - عروة بن الزبير، ولا علقمة بن وقاص، ولا عبيد الله بن عبد الله -.
وأخرجه أحمد (٦/١٩٨) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. قال: حدثني أبي عن صالح بن كيسان. قال: قال ابن شهاب: حدثني عروة فذكر الحديث.
وأخرجه أحمد (٦/٢٦٤) قال: حدثنا محمد بن يزيد، يعني الواسطي، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ياعائشة، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار.
وأخرجه البخاري (٣/٢٣١) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود قال: وحدثنا فليح، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة وعبد الله بن الزبير مثله.
وأخرجه البخاري (٦/١٢٧) قال: حدثنا أبو نعيم. قال حدثنا سفيان عن معمر، عن الزهري عن عروة، عن عائشة، -رضي الله عنها- {والذي تولى كبره} قالت: عبد الله بن أبي بن سلول.
وأخرجه النسائي في الكبير «تحفة الأشراف» (١١/١٦٣١١) عن الربيع عن سليمان، عن الشافعي، عن محمد بن علي بن شافع، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عائشة فذكره.
وأخرجه أحمد (٦/٥٩) قال: حدثنا أبو أسامة. و «البخاري» (٩/١٣٩) قال: حدثني محمد ب حرب. قال: حدثنا يحيى بن أبي زكرياء الغساني. و «مسلم» (٨/١١٨) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد ابن العلاء قالا حدثنا أبوأسامة. و «أبو داود» (٥٢١٩) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال حدثنا حماد. و «الترمذي» (٣١٨٠) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا أبو أسامة.
ثلاثتهم -أبو أسامة، ويحيى، وحماد - عن هشام بن عروة، عن أبيه فذكره.
وأخرجه أبو داود (٤٠٠٨) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا حماد. قال: حدثنا هشام ابن عروة، أن عائشة، -رضي الله عنها- نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ علينا: {سورة أنزلناها وفرضناها} حتى أتى على هذه الآيات.
قال أبو داود: يعني مخففة.
- ورواه أيضا عن عائشة، القاسم بن محمد بن أبي بكر.
أخرجه البخاري (٣/٢٣١) . ورواه أيضا عن عائشة عروة أخرجه أبو داود (٧٨٥) وراه أيضا عنه عائشة، أبو سلمة أخرجه أحمد (٦/٣٠و ٦/١٠٣) .

(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كان في العبارة خلل ونقص أصلحناه من مشارق الأنوار للقاضي عياض

<<  <  ج: ص:  >  >>