للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وأول من بذل ماله لنصرة الإسلام]

روى الإمام أحمد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر. فبكى أبو بكر، وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله» (١) وهذا صريح في اختصاصه بهذه الفضيلة لم يشركه فيها علي ولا غيره.

«وكان يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه» (٢) .

وإنفاق أبي بكر لم يكن نفقة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في طعامه وكسوته فإن الله أغنى نبيه عن مال الخلق أجمعين؛ بل كان معونة له على إقامة الإيمان. وكان إنفاقه في أول الإسلام لتخليص من آمن والكفار يؤذونه أو يريدون قتله مثل اشترائه سبعة كانوا يعذبون في الله، منهم بلال، حتى قال عمر رضي الله عنه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالاً (٣) ، وإنفاقه على المحتاجين من أهل الإيمان في نصر الإسلام حيث كان أهل الأرض قاطبة أعداء الإسلام، وتلك النفقة ما بقي يمكن مثلها، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق على صحته -لما كان بين عبد الرحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد كلام-: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو انفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد


(١) المسند جـ٢/٢٥٣ وفي رواية «وقال: وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك، وهل نفعني الله إلا بك» المسند جـ٢/ ٢٦٦ وروى الترمذي من حديث أبي هريرة بلفظ «ما لأحد عندنا يد إلا كافأناه عليها ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يدًا يكافئه الله بها يوم القيامة» (رقم ٣٧٤١) .
(٢) قوله: «وكان يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه» أخرجه الخطيب عن سعيد بن المسيب مرسلاً (تأريخ الخلفاء ص٣٨) .
(٣) أبو نعيم في الحلية (١/١٤٧) .

<<  <   >  >>