للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى شيء أبدًا» رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح (١) (٢) .

أبو بكر صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - المطلق

الصحبة، وفضلها، ومقاصدها وتبريزه فيها

الصحبة: اسم جنس تعم قليل الصحبة وكثيرها فيقال: صحبه ساعة، ويومًا، وجمعة، وشهرًا، وسنة، وصحبه عمره كله.

فضل صحبة النبي - صلى الله عليه وسلم -:

ثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يأتي زمان يغزو فئام من الناس، فيقال لهم: هل فيكم من صحب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟» ، وفي لفظ: «هل فيكم من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صحب من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم تغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من رأى من رأى من رأى رسول الله» وفي لفظ: «من صحب من صحب من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم» ، وفي لفظ: «فيذكر الطبقة الرابعة كذلك (٣) . فقد علق النبي - صلى الله عليه وسلم - الحكم بصحبته وعلق برؤيته وجعل فتح الله على المسلمين بسبب من رآه مؤمنًا به. وهذه الخاصية لا تثبت لأحد غير الصحابة ولو


(١) رواه أبو داود في الزكاة (رقم ١٦٧٨) والترمذي في المناقب (رقم ٣٦٧٦) .
(٢) منهاج جـ٤/ ٤٥، ٢٨٩.
(٣) البخاري ك ٥٦ ب٧٦، مسلم ك ٤٤ ب٥٢. وفي رواية لمسلم «فيفتح لهم به» وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «وددت أني رأيت إخواني، قالوا: يا رسول الله أولسنا إخوانك. قال بل أنتم أصحابي، وإخواني الذين يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني» ومعلوم أن قوله «إخواني» أراد به إخواني الذين ليسوا أصحابه، وأما أنتم فلكم مزية الصحبة. (منهاج جـ٤/ ٢٤٤) .

<<  <   >  >>