للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ بل روى عنه عليه السلام أنه قال في خطبته: «أيها الناس اعرفوا لأبي بكر حقه؛ فإنه لم يسؤني قط» (١) (٢) .

وابنته أحب النساء إليه

تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته، وكانت أحب أزواجه إليه، وهذا أمر لم يشركه فيه أحد من الصحابة إلا عمر، ولكن لم تكن حفصة ابنته بمنزلة عائشة؛ بل حفصة طلقها ثم راجعها. وعائشة كان يقسم لها ليلتين لما وهبتها سودة بإذنه - صلى الله عليه وسلم - (٣) ، فمصاهرة أبي بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم - كانت على وجه لا يشاركه فيها أحد. وقد صح عن الصادق المصدوق أنه قال: «فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام» (٤) . وفي الصحيح عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي النساء أحب إليك؟ «قال: عائشة» (٥) وعائشة صحبته في آخر النبوة وكمال الدين فحصل لها من العلم والإيمان ما لم يحصل لمن لم يدرك إلا أول النبوة؛ فإن الأمة انتفعت بها أكثر مما انتفعت بغيرها، وبلغت


(١) عن سهل بن يوسف بن سهل بن مالك عن أبيه عن جده أخي كعب بن مالك قال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط» أخرجه ابن منده، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (كنز العمال جـ١٢/ ٥٠٤) ، وأخرج الطبراني عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: «لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن أبا بكر لم يسؤني قط فاعرفوا له ذلك، أيها الناس إني راض عنه وعن عمر، وعثمان، وعلي، وطلحة والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف والمهاجرين الأولين فاعرفوا ذلك لهم» .
(٢) منهاج جـ٤/ ٦٤.
(٣) كما في البخاري ك٦٧ ب٩٨. ومسلم ك ١٧ ب١٤.
(٤) البخاري ك٦٢ ب٣٠. ومسلم ك ٤٢ ب ١٣.
(٥) تقدم تخريجه.

<<  <   >  >>