للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها، فأخبرني المسيب أن عمر قال: والله ما هو إلا سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، وعلمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد مات» (١) (٢) .

خطبته يوم السقيفة

وخطب يوم السقيفة خطبة بليغة انتفع بها الحاضرون كلهم، حتى قال عمر: كنت زورت في نفسي مقالة أعجبتني أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد، فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر: على رسلك، فكرهت أن أغضبه، فتكلم أبو بكر وكان أحلم مني وأوقر، والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها (٣) .

خطبته بعد البيعة (٤)

قال ابن إسحاق: حدثني الزهري، حدثني أنس بن مالك، قال: لما بويع أبو بكر في السقيفة، وكان الغد جلس أبو بكر على المنبر إلى أن قال: فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أزيح علته إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق


(١) أخرجه البخاري عن عائشة ك٦٢ ب٥ ك ٢٣، ب٣ جـ٤ ص١٩٤. (وانظر البداية والنهاية جـ٥/ ٢٤١-٢٤٣) .
(٢) منهاج جـ٤/١٥٨، ٢٦٢. جـ ٣/٢١٥.
(٣) منهاج السنة جـ٤/ ١٥٧، ١٥٨، ويأتي نصها في قصة البيعة في السقيفة.
(٤) هذه الخطبة والخطبتان بعدها من البداية والنهاية لابن كثير (لأهميتها نقلتها) .

<<  <   >  >>