للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المرعى إذا نبت على الدِمن أخبث المرعى فكما ظاهر هذا المرعى حسن وداخله رديء كذلك نحن. ومثله:

ولا يغرَّنْكَ أضغانُ مزملة ... قد يضربُ الدَبرُ الدامي بأحلاسِ

الأضغان الأحقاد أي تُستركما تستر هذه الأحلاس وتحتها الداء فكذلك هذه الأضغان تستر وفي داخلها ما فيها. ومنه قول الكميت:

ولم أحلس على جلَب.

وقال آخر:

فلا توعدونا بالجيادِ فإننا ... لكم مضعة قد لجِلجت فأمرَّتْ

ويروي نُجِنجت، والمعنى أنها ردَّدت في الفم، والجياد الخيل، أمرّتْ صارت مرا، والمعنى أنكم لا تسيغوننا ولا تقدرون علينا. وقال معقل بن خويلد:

أبا معقلٍ إن كنت أشّحت حلةً ... أبا معقل فانظر بنبلك من ترمي

أي إن كنت أعطيت جاها وقدرا فانظر لمن تَعرَض، أشحت ووُشّحت سواء:

أبا معقلٍ لا توطيئنكم بغاضتي ... رؤوس الأفاعي في مراصِدها العُرْم

أبو عمرو يرويه: بغاضتي بكسر الباء، يقول لا يحملنك بغضى

<<  <  ج: ص:  >  >>