للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سناماً ومحضاً أنبتا اللحم فاكتست ... عظام امرئ ما كان يشبع طائره

العيمان الذي يعام إلى اللبن أي يشتهيه مثل القرم إلى اللحم، والعيمان العطشان، وقلص عن برد الشراب أي عن برد الماء فلم يقدر على شربه لشهوته اللبن. ومثله له:

وهم سقوني المحض إذ ... قلصت عن الماء المشافر

ما كان يشبع طائره، يقول لو وقع عليه طائر وهو ميت لما شبع منه من قلة لحمه وشدة هزاله، أبو عمرو الشيباني: وصفه بالفقر يقول ما كان عنده ما يطعم طائره من سوء الحال.

وقال الشماخ:

أعائش ما لأهلك لا أراهم ... يضيعون الهجان مع المضيع

وكيف يضيع صاحب مدفآت ... على أثباجهن من الصقيع

قيل إنها لامته على امساكه فقال لها: ما لأهلك لا أراهم يضيعون أموالهم وكيف تأمريني بشيء لا يفعله أهلك، والدليل على ذلك قوله:

لمال المرء يصلحه فيغني ... مفاقره أعف من القنوع

يقول: وكيف أضيع إبلاً في هذه الصفة، والقنوع السؤال من قول الله تبارك وتعالى: " وأطعموا القانع والمعتر " والقناعة الرضا، ولم نسمع بامرأة عاتبت على إفساد المال غير هذه، وإنما توصف العواذل بالحث على الجمع والمنع، والمدفآت الإبل الكثيرة الأوبار

<<  <  ج: ص:  >  >>