للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غليظ على مجزّى القراد كأنه ... بجانب صفوان يزول ويرتقي

يقول لا يجذو عليه القراد من ملاسته واستواء خلقه في السمن والغلظ فيزل عنه كما يزل عن الصفا إذا دب عليه.

وقال الشماخ وذكر ناقة:

وجلدها من أطوم ما يؤيّسه ... طلح كضاحية الصيداء مهزول

أي جلد الناقة كجلد أطوم وهي سمكة تكون في البحر غليظة الجلد، ما يؤيسه ما يؤثر فيه من غلظه، طلح قراد، كضاحية يعني حصاة ظاهرة للشمس شبه القراد به، والصيداء حجارة البرام، والعرب تقول: ألزق من قراد، و: ما هو إلا قراد ثفر، وتقول: أسمع من قراد، ويستدلون عند المياه على قرب الإبل منهم بانتعاش القردان. وقال رشيد بن رميض:

لنا غزر ومأوانا قريب ... ومولى لا يدبّ مع القراد

اصل هذا أن رجلاً إذا نزلت رفقة بالقرب منه أخذ شنة فجعل فيها قرداناً فينشرها بقرب الإبل فتنتشر فإذا أحستها الإبل نهضت فشد الشنة في ذنب بعض الإبل فإذا سمعت صوت الشنة وعلمت أن فيها القردان نفرت، ثم كان يثب في حذوة بعير منها فيذهب به.

وقال الحضين بن المنذر:

أوصاني أبي فحفظت عنه ... بفك الغل عن عنق الأسير

وأوصى جحدر يوماً بنيه ... بإرسال القراد على البعير

<<  <  ج: ص:  >  >>