للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسهّد من نوم العشاء سليمها ... لحلى النساء في يديه قعاقع

كانوا يجعلون الحلى في يدي السليم والخلاخل يحركونها لئلا ينام فيدب السم فيه.

وقال أعرابي:

ترى في بياض الصبح وجه سليمه ... كأن به آثار شام مولّع

وهذه صفة وجه السليم. وقال ذو الرمة:

وكم حنش ذعف اللعاب كأنه ... من الشرك العامي نضو عصام

بأغبر مهزول الأفاعي مجنّة ... سماوته منسوجة بقتام

الحنش الأفعى، وذعف قاتل، يقال موت ذعاف أي سريع الإجهاز، والعصام حبل القربة، والنضو الخلق، شبه الأفعى بذلك، وقوله بأغبر أي هذا الحنش بموضع أغبر لا ماء فيه، وأفاعيه مهزولة لأنها في جدب فهو أخبث ما يكون لها، مجنة ذات جن.

وقال يذكر القانص وقترته:

يبايته فيها أحمّ كأنه ... إباض قلوص أسلمته حبالها

وقرناء يدعو باسمها وهو مظلم ... له صوتها إرنانها وزيا لها

أحم يريد حية إلى السواد ما هو، والإباض حبل يشد على مأبض البعير في رسغه، أسلمته يريد أنه انحلّ فبقي ينجرّ، وقرناء أفعى ذات قرون، وهو مظلم أي داخل في ظلمة، له صوتها يقول يبين له وذلك أن لها حفيفاً إذا مشت لخشونة جلدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>