للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حبس المأمون ببغداد، في حين محنة القرآن. سمع سعيد بن عبد العزيز وتفقه عليه. وولد سنة أربعين ومئة. وكان علامة بالمغازي والأثر، كثير العلم رفيع الذكر.

قال يحيى بن معين: منذ خرجت من باب الأنبار إلى أن رجعت لم أر مثل أبي مسهر.

وقال أبو حاتم: ما رأيت أصح منه، وما رأيت أحداً في كورة من الكور أعظم قدراً ولا أجل عند أهلها من أبي مسهر بدمشق، إذا خرج اصطف الناس يقبلون يده.

وفيها أبو محمد عبد الملك بن هشام البصري النحوي صاحب المغازي، الذي هذب السيرة ونقلها عن البكائي صاحب ابن إسحاق. وكان أديباً أخبارياً نسابة. سكن مصر وبها توفي. وفيها في رجب مات المأمون أبو العباس محمد بن الرشيد هارون ابن المهدي محمد بن المنصور العباسي بالبدندون من أرض الروم، في العزاة بقرحة طلعت في حلقه، وله ثمان وأربعون سنة، وقد وخطه الشيب.

وكان أبيض، ربعة، حسن الوجه، طويل اللحية، دقيقها، ضيق الجبين. وكان ذا رأي وعقل ودهاء وشجاعة وكرم وحلم وتضلع من العلم والآداب.

سمع من هشام وغيره. وكان من أذكياء العالم، ذا همة عالية في الجهاد.

وكان يقول: معاوية بعمره. وعبد الملك بحجاجه، وأنا بنفسي.

<<  <  ج: ص:  >  >>