للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحجّاجي، أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب النيسابوري، الحافظ الثقة المقرئ العبد الصالح الصدوق. في ذي الحجة عن ثلاث وثمانين سنة قرأ على ابن مجاهد، وسمع م عمر بن أبي غيلان، وابن خزيمة، وهذه الطبقة، بمصر والشام والعراق وخراسان، وصنّف العلل والشيوخ والأبواب. قال الحاكم: صحبته نيِّفاً وعشرين سنة، فما أعلم أن الملك كتب عليه خطيئة، وسمعت أبا علي الحافظ يقول: ما في أصحابنا، أفهم ولا أثبت منه، وأنا ألقِّبه بعفّان لثبته رحمه الله تعالى.

وهفتكين التركي الشرّابي، خرج عن بغداد، خوفاً من عضد الدولة، ونزل الشام، فتملّك دمشق بإعانة أهلها، في سن أربع وستين، وردَّ الدعوة العباسية، ثم سار إلى صيدا، وحارب المصريين، فقدم لحربه القائد جوهر، وحاصره بدمشق، سبعة أشهر، ثم ترحل عنه، فساق وراء جوهر، فالتقوا بعسقلان، فهزم جوهراً، وتحصّن جوهر بعسقلان، فحاصره هفتكين بها خمسة عشر شهراً، ثم أمَّنه، فنزل وذهب إلى مصر، فصادف العزيز صاحب مصر، قد جاء في نجدته، فردّ معه، فكانوا سبعين ألفاً، فالتقاهم هفتكين، فأخذوه أسيراً، في أول سنة ثمان هذه، ثم منّ عليه العزيز، وأعطاه إمرةً، فخاف منه ابن كلِّس الوزير وقتله، وسقاه سماً، وكان يضرب بشجاعته المثل.

<<  <  ج: ص:  >  >>