للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شوال، مات عضد الدولة فنّاخسرو بن الملك ركن الدولة الحسن ابن بويه، ولي سلطنة بلاد فارس، بعد عمه عماد الدولة عليّ، ثم حارب ابن عمه عزّ الدولة، واستولى على العراق أيضاً وعلى الجزيرة، ودانت له الأمم، وهو من خوطب شاهنشاه في الإسلام، وكان أديباً مشاركاً في فنون من العلم، وله صنف أبو علي " الإيضاح " و " التكملة ". وقصده الشعراء من البلاد، كالمتنبي، وأبي الحسن السُّلامي، ومات بعلّة الصرع، في شوال ببغداد، وله ثمان وأربعون سنة، دفنوه بمشهد عليّ رضي الله عنه، وكان شيعيّاً غالياً، وهو الذي أظهر قبر عليّ بزعمه، وبنى عليه المشهد، وكان شهماً مطاعاً سجاعاً حازماً ذكيا، متيقظاً مهيباً، سفاكاً للدماء، له عيون كثيرة تأتيه بأخبار البلاد القاصية، وليس في بني بويه مثله، وكان قد طلب حساب ما يدخله في العام، فإذا هو ثلاثمئة ألف ألف، وعشرون ألف ألف درهم، وجددّ مكوسا ومظالم، ولما نزل به الموت، كان يقول: ما أعنى عنّي ماليه هلك عنّي سلطانيه.

والنَّصروي، أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا بن نضرويه بضاد معجمة مسند هراة، روى عن أحمد بن نجدة ومحمد بن عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>