ولابن إسحاق فيه إسناد آخر، فقال أحمد: ثنا يعقوب: حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن يزيد بن رومان عن خالد مولى الزبير بن نَوْفَلٍ قال: حدثتني زينب ابنة أبي سلمة عن أمها أم سلمة ... هذا الحديث.
ورجاله ثقات؛ غير خالد هذا، فقال الحافظ في "التعجيل":
"لا يُدْرَى من هو؟ ! ".
وللحديث شواهد تقويه من حديث عائشة وابن عباس ... مرفوعًا نحوه؛ دون قوله:"فإذا أمسيتم ... "؛ وقد مضى الكلام عليهما عند حديث عائشة رقم (١٧٢٧).
ويشهد لسائره ما أخرجه الطحاوي (١/ ٤١٨) عن عبد الله بن لهيعة قال: ثنا أبو الأسود عن عروة عن جُدَامة بنت وهب -أخت عكاشة بن وهب-:
أن عُكَّاشة بن وهب -صاحب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وأخًا له آخر جاءاها حين غابت الشمس يوم النحر، فألقيا قميصهما. فقالت: ما لكما؟ ! فقالا: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال:
"من لم يكن أفاض منها (وفي رواية: من عشية هذه)؛ فليلق ثيابه". وكانوا تطيَّبوا ولبسوا الثياب.
قلت: ورجاله ثقات كلهم؛ لولا سوء حفظ ابن لهيعة، ولكن لا بأس به في الشواهد.
فالحديث -بمجموع ما ذكرته من الطرق- صحيح عندي، وقد سكت عنه الحافظ في "التلخيص"(٢/ ٢٥٨ و ٢٦٠)، وقال: