للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا هو علة هذا الإسناد، ومرجع ذلك أنه منقطع، وقد أعله بذلك البخاري وغيره كما يأتي. وقد أُعلَّ بعلل أخرى جرى حولها جدل طويل بين المتقدمين والمتأخرين، كان للعصبية المذهبية حظ وافر في ترجيح الصحة والضعف، وشرح ذلك مما يطول به الكلام جدًّا، فمن شاء الوقوف على ذلك؛ فليراجع "الجوهر النقي في الرد على البيهقي" (١/ ١٢٣ - ١٢٧)، و "نصب الراية" (١/ ٧١ - ٧٥)، وتعليق المحقق أحمد محمد شاكر على "سنن الترمذي" (١/ ١٣٣ - ١٣٩)، وعلى "المحلى" (١/ ٢٤٥ - ٢٤٦). وقد جنح هؤلاء كلهم إلى تصحيح الحديث؛ وهو الحق كما سيأتي بيانه، مع ذكر بعض العلل المشار إليها.

ثم قال المصنف عقب الحديث:

"هكذا رواه زائدة وعبد الحميد الحِمَّاني عن سليمان الأعمش".

قلت: حديث زائدة لم أقف عليه!

وأما عبد الحميد الحِمَّاني -وهو ابن عبد الرحمن أبو يحيى-؛ فأخرج حديثه الدارقطني (ص ٥٠) من طرق شتى عنه قال: نا الأعمش ... به ولفظه:

كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يصبح صائمًا، ثم يتوضأ للصلاة، فَتَلْقَاهُ المرأة من نسائه، فيقبِّلها ثم يصلي. قال عروة: من ترينها غيرك؟ فضحكت.

ورواه من طريق علي بن هاشم وأبي بكر بن عياش عن الأعمش ... به دون ذكر الصوم.

ثم أخرجه هو، والترمذي (١/ ١٣٣)، وابن ماجة (١/ ١٨١)، وأحمد (٦/ ٢١٠) من طرق عن وكيع ... به؛ إلا أن أحمد وابن ماجة قالا: عروة بن الزبير ... فعيَّنا وبيَّنا ما أُبهم في رواية الآخرين؛ وقد ذكرنا آنفًا ما يؤيد -من المعنى- أنه عروة بن الزبير. ولذلك قال الزيلعي (١/ ٧٢):

<<  <  ج: ص:  >  >>