للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التلويح الثالث: في الكلدانيين (١).

وهم أمةٌ قديمةٌ مَسْكنهم أرض العراق وجزيرة العرب منهم النَّماردة ملوك الأرض بعدَ الطَّوفان وبُخْتَنَصَّر منهم، ولِسانُهم سُرياني، ولم يَبْرَحُوا إلى أن ظهر عليهم الفُرْسُ وغَلَبوا مملكتهم.

وكان منهم عُلماء حُكماء متوسِّعون في الفنون ولهم عناية بأرصاد الكواكب وإثبات الأحكام والخواص، ولهم هياكل وطرائق لاستجلاب قُوَى الكواكب وإظهار طبائعها بأنواع القَرَابين، فظهرت منهم الأفاعيلُ الغَربية من إنشاء الطلسمات وغيرها، ولهم مذاهب نَقَلَ منها بَطْلَميوس في "المَجْسِطي".

ومن أشهر علمائهم أبْرَخس واصطفَن. وفي "الفهرس" (٢) أن النَّبَطِي أفصح من السُّرياني (٣)، وبه كان يتكلم أهل بابل. وأمّا النَّبَطي الذي يتكلّم به [أهل] (٤) القُرَى فهو سُرياني غير فَصيح. وقيل: اللسان الذي يُستعمل في الكُتُب الفَصِيحة بلسان أهل سوريا وحَرّان، وللسوريانيين (٥) ثلاثة أقلام (٦)، أقدم الأقلام.


(١) في الأصل: "الكلدانيون"، وجاء في حاشية الأصل بخط المؤلف تعليق نصه: "منهم الجرامقة، وهم أهل الموصل والنبط وهم أهل سواد العراق وجزيرة العرب كان ملكهم واحدًا ولسانهم سرياني إلى أن تفرعت العربي والعبراني من السرياني فغلب العبرانيون وهم بنو إسرائيل على الشام وغلبت العرب على جزيرة العرب فبقي بقاياهم في العراق".
(٢) الفهرست ١/ ٢٩ (ط. الفرقان).
(٣) هكذا بخط المصنف، ووجود حرف الجر "من" مشكل هنا، فإن الذي في الفهرست: "النبطي، وهو أفصحُ اللسان السرياني"، وهو الصواب، لأن النبطي من السرياني، وليس مغايرًا له. وهذا هو كلام تيادورس مُفَسّر العهد القديم، والظاهر أن المؤلف نقل ذلك من نسخة خطية من الفهرست فيها حرف الجر هذا.
(٤) ما بين الحاصرتين زيادة متعينة من الفهرست أخلت بها نسخة المؤلف.
(٥) هكذا بخط المؤلف، وكذا هي في فهرست النديم وإن غيرها محققه إلى: "للسريانيين".
(٦) إلى هنا انتهى النقل من الفهرست.

<<  <  ج: ص:  >  >>