للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال جالينوس في بعض كُتُبه كنتُ في مجلس عام فكلَّمْتُ (١) في التّشْريح كلاما عاما فلما كان بعد أيام لقيني صديق لي فقال: إِنَّ فُلانًا يحفظ عليكَ في مجلسِكَ أَنَّكَ كَلَّمْتَ بكلمة كذا، وأعاد علي ألفاظي. فقلتُ: من أين لك هذا؟ فقال: إني لقيتُ بكاتب ماهر بالسّاميا فكانَ يَسْبقك بالكتابة في كلامك. وهذا العِلْم (٢) يتعلمه الملوكُ وجلَّةُ الكتاب، ويُمْنَع منه سائر الناس لجلالته. كذا قال النَّدِيمُ في "الفهرس" (٣). وذكر أيضًا أنَّ رَجُلًا مُتَطببًا جَاءَ إليه من بَعْلَبك سنة ثمان وأربعين وزعم أنه يكتبُ بالسّاميا، قال: فجربنا عليه فأصبناه إذا تكَلَّمْنا بعشر كلمات أصْغَى إليها ثم كَتَبَ كلمةً، فاستعدناها فأعادها بألفاظنا (٤). انتهى.

تَبْصرة: ذُكِرَ (٥) في السَّبَب الذي من أجلِه يَكْتُب الرُّوم من اليسار إلى اليمين بلا تركيب أَنَّهُم يَعْتقدُونَ أنَّ سبيل الجالس أن يَسْتقبل المشرق في كل حالاته، فإنَّه إذا توجّه إلى المَشْرق يكونُ الشَّمال على يَساره، فإذا كانَ كذلك فاليَسارُ يَعْطِي اليَمين، فسبيل المكاتب أن يَبْتَدِئ من الشَّمَال إِلى الجَنُوب. وعَلَّل بعضُهم بكون الاسْتِمْداد عَن حَرَكَة الكَبِدِ على القَلْب.

[التلويح السادس: في أهل مصر.]

وهم أخلاط من الأمم إلّا أنَّ جَمْهَرتهم قبط، وإنما اختلطوا لكثرة من تَدَالّ (٦) مُلك مصر من الأمم كالعمالقة واليونانيين والرُّوم، فخَفِي أنسابهم فانتسبوا إلى مَوْضِعهم.


(١) يريد: "تَكَلَّمْتَ".
(٢) هكذا بخط المؤلف، وفي المطبوع من الفهرست: "القَلَم".
(٣) الفهرست ١/ ٣٧.
(٤) الفهرست ١/ ٣٧.
(٥) الذي ذكر ذلك هو جعفر ابن الخليفة المكتفي، كما نقله النديم في الفهرست ١/ ٣٧ - ٣٨ ومنه نقل المؤلف.
(٦) في م: "تداول"، والمثبت من خط المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>