للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السلام وجميع الصحابة والتابعين ليس غير اليهود والنصارى حتى قال ابن أبي حاتم: لا أعلم في هذا اختلافًا من المُفسرين.

ثم صَنَّف بعد ذلك قومٌ برعوا في شيء من العلوم ومَلأ كتابه بما غَلَب على طبعه من الفنِّ واقتصر فيه على ما تمهر هو فيه، كأنّ القُرآنَ أنزل لأجل هذا العلم لا غير، مع أن فيه تبيانَ كلّ شيء.

فالنَّحوي تراه ليس له همٌّ إلّا الإعراب وتكثير الأوجه المحتملة فيه وإن كانت بعيدةً وينقُلُ قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافيّاتِه، كالزجاج، والواحدي في "البسيط"، وأبي (١) حَيّان في "البحر" و "النهر".

والأخباري ليس له شُغلٌ إلّا القَصَصَ واستيفاءها والإخبار عمّن سَلَف سواءٌ كانت صحيحةً أو باطلة، ومنهم: التغلبي.

والفقيه يكاد يسرد فيه الفقة جميعًا، وربّما استطرد إلى إقامة أدلّةِ الفُروع الفِقْهيّة التي لا تعلق لها بالآية أصلا والجواب عن أدلة المخالفين كالقُرطبي.

وصاحب العُلوم العَقْلية، خصوصًا الإمامَ فَخْرَ الدِّين، قد مَلأ تَفسيره بأقوالِ الحُكَماء والفلاسفة وخَرَج من شيء إلى شيء حتى يَقْضي الناظر العجَبَ. قال أبو حَيّان في "البحر" (٢): جَمَع الإمامُ الرّازي في تفسيره أشياء كثيرةً طويلةً لا حاجة بها في علم التفسير، ولذلك قال بعض العلماء: فيه كل شيء إلا التفسير.

والمُبتدع ليس له قَصْدٌ إلا تحريف الآيات وتسويتها على مذهبه الفاسد بحيثُ أنه [متى] (٣) لاحَ له شاردةٌ من بعيد اقتنصها أو وَجَد موضعًا


(١) في الأصل: "أبو".
(٢) البحر المحيط ١/ ٥٤٧.
(٣) زيادة متعينة من مفتاح السعادة ١/ ٧٦ الذي ينقل منه المؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>