للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال النَّسَفي في "عقائده (١): النصوصُ تُحمل على ظواهرها والعدول عنها إلى معانٍ يدعيها أهل الباطن إلحاد.

وقال التفتازاني في شَرْحه (٢): سُمِّيت الملاحدة باطنيةً لادعائهم أنّ النُّصوص ليست على ظواهرها بل لها معانٍ باطنة. وقال: وأما ما يذهب إليه بعضُ المحققين من أنّ النُّصوص على ظواهرها ومع ذلك فيها إشارات خَفِيّةٌ إلى دقائقَ تَنْكَشفُ على أرباب السُّلوك يمكنُ التطبيق بينها وبين الظواهر المُرادة فهو من كمال العِرفان ومَحْض الإيمان.

وقال تاجُ الدِّين عطاء الله في "لطائفِ المِنَن" (٣): اعلم أن تفسير هذه الطائفة لكلام الله تعالى وكلام رسُولِه بالمعاني الغَرِيبة ليست إحالة الظاهر عن ظاهره ولكن ظاهر الآية مفهوم منه ما جُلِبَت الآية له ودَلَّت عليه في عُرف اللسان وثَمَّ أفهام باطنةٌ تُفهَمُ عند الآية والحديث من فتح الله قلبه، وقد جاء في الحديث: "لكلِّ آيةٍ ظهرُ وبَطَن" (٤). فلا يَصُدَّنَّك عن تلقِّي هذه المعاني منهم أن يقول لك ذو جَدَل: هذا إحالةٌ لكلام الله تعالى وكلام رسوله، فليس ذلك بإحالة، وإنّما يكونُ إحالةً لو قال: لا معنى للآية إلا هذا، وهم لا يقولون ذلك بل يُفَسِّرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها. انتهى.


(١) من مفتاح السعادة ٢/ ٧٨.
(٢) كذلك.
(٣) من مفتاح السعادة ٢/ ٨٠.
(٤) يروى من حديث ابن مسعود، أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٧٤٦)، وأبو يعلى في مسنده (٥١٤٩)، وابن حبان في صحيحه (٧٥)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٣٠٩٥)، والطبراني في الكبير (١٠١٠٧)، والأوسط، (٧٧٣)، قال ابن جرير الطبري في تفسيره ١/ ٧٢: "فظهره: الظاهر في التلاوة، وبطنه: ما بطن من تأويله"، وهو حديث ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>