للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشارع على اكتسابه حيثُ قال: "طلبُ العِلْمِ فَرِيضة" (١)، وقال: "اطلبوا العِلْمَ ولو بالصين" (٢).

فَتْحٌ: واعْلَم أنَّ الإنسان مطبوعٌ على التّعلُّم؛ لأنَّ فِكْرَهُ هو سبب امتيازه عن سائر الحيوانات. ولما كانَ فكره راغِبًا بالطبع في تحصيل ما ليس عندَه من الإدراكات لزمه الرجوع إلى مَن سَبقَهُ بعلم، فيلقن ما عِنْده، ثم إِنَّ فكرَهُ يتوجه إلى واحدٍ من الحقائق، وينظرُ ما يَعْرِضُ له لذاتِه واحد بعد واحد، ويتمرن عليه حتى يصير إلحاق العوارض بتلك الحقيقة ملكة له، فيكون عِلْمُه حينئذٍ بما يَعْرضُ لتلك الحقيقة عِلْمًا مَخصوصًا ويَتَشَوَّق نفوسُ أهل القَرْن الناشئ إلى تحصيله فيَفْزعون إلى أهله.

فَتْحٌ: وكلُّ تعليمٍ وتَعَلُّمٍ ذهنيٍّ إنما يكون بعلمٍ سابق في مَعْلُومٍ ما من عالم لمن ليس بعالم وقد يكون بالطَّبْع مُسْتَفادًا من وقائع الزَّمانِ بتردُّدِ الأذهانِ ويُسَمّى عِلْمًا تجريبيًا. وقد يكونُ بالبحث وإعمالِ الفِكْر ويُسَمَّى علمًا قياسيًّا.


(١) حديث ضعيف، أخرجه ابن ماجة (٢٢٤)، والطبراني في الأوسط (٢٤٨٣)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان ٢/ ٥٧، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله ١/ ٨، والخطيب في تاريخه ٥/ ٢٥٢، ٣٤٠ و ٨/ ٣٨٧ و ١٠/ ١٦١ و ١٢/ ١٠٥ و ١٣/ ٣٧٢ من حديث أنس ، وأخرجه في ٢/ ٣٠٢ من حديث عليّ ، وفي ٦/ ١١٠ من حديث أبي سعيد الخدري ، وفي ٦/ ١٦٦ و ٤٤٧ من حديث الحسين بن علي ، وله طرق كثيرة لكنها كلها ضعيفة، ولكثرة طرقه الضعيفة حَسّنه بعض العلماء.
(٢) حديث لا تصح نسبته إلى النبي ، أخرجه من حديث أنس مرفوعا: البزار في مسنده (٩٥)، والعقيلي في الضعفاء ٢/ ٣٥٨، وابن حبان في المجروحين ١/ ٣٨٢، وابن عدي في الكامل ٥/ ١٨٨، والبيهقي في المدخل، ص ٢٤١، وفي شعب الإيمان (١٥٤٣)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم (٢٠) و (٢٢)، والخطيب في تاريخ مدينة السلام ١٠/ ٤٩٨، وينظر تمام تخريجه في التعليق على ضعفاء العقيلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>