للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الطالب النظر في وجوهه واستثمارها ويحصل له الثّقةُ بجميع ما أورَدَه مسلم من طرقه، بخلاف البخاري.

وعن مكيِّ بن عَبْدان، قال: سمعتُ مُسْلمًا يقول: لو أن أهل الحديث يكتبونَ مئتي سنة الحديث فمدارهم على هذا المسند، يعني: صحيحه، وقال: صنَّفتُ هذا المسنَدَ من ثلاث مئة ألف حديثٍ مسموعة.

قال ابن الصَّلاح (١): شرط مُسْلم في صحيحه: أن يكون الحديث متصل الإسناد بنَقْل الثّقة عن الثقة من أوله إلى منتهاه سالمًا من الشُّذوذ والعِلّة، قال: وهذا حَدُّ الصَّحيح وكم من حديث صحيح على شرط مسلم وليس بصحيح على شرط البخاري لكوْنِ الرُّواة عندَه ممن اجتمعت فيه الشروط المعتبرة ولم يثبت عند البخاري ذلك فيهم. وعدد من احتج بهم مسلم في الصحيح ولم يحتج بهم البخاري ستُّ مئة وخمسة وعشرونَ شَيْخًا. ورُوي عن مُسْلم أنّ كتابه أربعةُ آلافِ حديثِ أصُولِ دونَ المُكَرَّرات، وبالمكرر (٢) سبعة آلافٍ ومئتان وخمسة وسبعون حديثًا (٣). ثم إن مسلمًا رَتَّب كتابه على الأبواب، ولكنه لم يَذكُز تراجم الأبواب وقد ترجم جماعةٌ أبوابه. وذكر مُسْلم في أول مقدِّمة صحيحه أنه قسم الأحاديثَ ثلاثة أقسام:


(١) هذا مما نقله النووي في شرح مسلم ١/ ١٥.
(٢) في م: "وبالمكررات"، خطأ، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) جاء في حاشية النسخة بخط المؤلف: "وذكر النووي في التقريب أنَّ أحاديثه نحو أربعة آلاف بإسقاط المكرر، وهو يزيد على عدة كتاب البخاري لكثرة طرقه. وعن أبي الفضل أحمد بن سلمة أنه اثنا عشر ألف حديث. من النكت الوفية للبقاعي".
قال بشار: كل هذا لم يقم على تعداد دقيق، ففي الترقيم الذي سار عليه ابن عبد الباقي عند إعادة الطبعة الإستانبولية ظهر أن غير المكرر لا يزيد عن (٣٠٣٣) حديث فقط. وأما بالمكرر فإن طبعة عالم الكتب راعت ذلك في الترقيم فبلغ (٧٦٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>