للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قيل: أول من صنَّف فيه. الأستاذ أبو عبد الله محمد بن موسى الخُوَارِزْمِيُّ، وكتابه فيه معروفٌ مشهور. وصنّف بعده أبو كامل شُجاع بن أَسْلَم كتابه "الشامل"، وهو من أحسن الكتب فيه، ومن أحسنِ شروحِه: شرحُ القُرَشيِّ. ومن الكتب المؤلفة فيه (١)

علمُ الجَدَل

هو عِلْمٌ باحثٌ عن الطُّرُق التي يُقتَدرُ به (٢) على إبرامٍ ونَقْض، وهو من فروع علم النَّظَر، ومبنى لعلم الخِلاف مأخوذ من الجَدَل الذي هو أحد أجزاء مباحثِ المَنْطِق، لكنّه خُصَّ بالعُلوم الدينية.

ومبادئه بعضُها مُبيَّنةٌ في علم النَّظَر وبعضُها خِطابية وبعضُها أمورٌ عادية، وله استمدادٌ من علم المُناظرة المشهور بآداب البحث.

وموضوعه: تلك الطُّرقُ.

والغَرَضُ منه: تحصيل مَلَكةِ النَّقْض والإبرام.

وفائدته كثيرةٌ في الأحكام العلمية والعملية من جهة الإلزام على المخالفين، كذا في "مفتاح السَّعادة" (٣).

ولا يبعد أن يقال: إن علم الجَدَل هو عِلْمُ المُناظرة؛ لأن المآل منهما واحدٌ إِلَّا أَنّ الجَدَلَ أَخَصُّ منه، ويؤيده كلام ابن خلدون في المقدمة (٤) حيث قال: الجَدَلُهو: معرفةُ آداب المُناظرة التي تجري بين أهل المذاهب الفقهية وغيرهم، فإنه لمّا كان بابُ المُناظرة في الردِّ والقَبُول متسعًا، ومن الاستدلال ما يكون صوابًا وما يكون خطأً، فاحتاج إلى وَضْع آدابٍ وقواعدَ يُعرَفُ منه


(١) ترك المؤلف فراغًا قدر ثلث صفحة ليعود إليه ويسجل أسماء كتب الفن، ولم يعد إليه.
(٢) في م: "بها"، والمثبت من خط المؤلف.
(٣) مفتاح السعادة ١/ ٢٨١.
(٤) المقدمة، ص ٥٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>