للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقول: هذه الأعدادُ المذكورة ليست على الحقيقة، وإنّما المراد منها معنى الكثرة فقط (١)، ومع ذلك لا مجال إلى دعوى الإحاطة والاستيعاب وإن كان من الكُتّاب، لتعذُّر الوصول إلى جميع المرويات والمسموعات.

٥٤٩٩ - ثم إنّ الشَّيخ العلامة علاء الدين علي (٢) ابن حسام الدين الهندي الشهير بالمُتَّقي، المتوفى سنة (٣) … رَتَّب هذا الكتاب الكبير كما رَتَّب "الجامع الصَّغير" وسمّاه: "كَنْزَ العُمّال في سُنَن الأقوال والأفعال". ذكر فيه أنَّه وَقَف على كثير مما دَوَّنَه الأئمة من كتُبِ الحديث فلم يَرَ فيها أكثرَ جمعًا منه حيثُ جَمَع فيه الأصول الستة وأجادَ معَ كثرة الجدوى وحُسن الإفادة، وجعله قسمين. لكن كان عاريًا عن فوائد جليلة، منها: أنه لا يمكنُ كَشْفُ الحديث إلا إذا حَفِظ رأسَ الحديث إن كان قَوْليًّا، واسم راويه إن كان فعليًّا، ومَنْ لا يكون كذلك يَعسُرُ عليه ذلك، فبوَّبَ أوّلًا كتاب الجامع الصغير وزوائده وسماه: "منهج العُمَّال في سُنَن الأقوال"، ثم بَوَّب بقيَّةَ قسم الأقوال وسمَّاه: "غايةَ العُمَّال في سُنَن الأقوال"، ثم بَوَّب قسم الأفعال من "جَمْع الجوامع" وسمَّاه: "مُستدرَكَ الأقوال"، ثم جَمَع الجميع في ترتيب كترتيب "جامع الأصول" وسمَّاه: "كنز" "العُمّال"، ثم انتخبه ولخصه فصار كتابًا حافلًا في أربع مجلدات.

٥٥٠٠ - جَمْعُ الجوامع في الفروع:

لسراج الدين عُمَر (٤) بن علي بن المُلقن الشافعي، المتوفى سنة أربع


(١) هذا كلام فيه نظر، فإن المراد بهذه الأعداد الضخمة: الطرق، وهي يمكن أن تكون بهذه الأعداد.
(٢) تقدمت ترجمته في (٥٠٩٧).
(٣) هكذا بيّض لوفاته، لعدم معرفته بها حال الكتابة، وتوفي المذكور سنة ٩٧٧ هـ، كما بيّنا سابقًا.
(٤) تقدمت ترجمته في (٢٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>