للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلمُ العُهود، قلمُ القَصَص، قلمُ الحرفاج. فحينَ ظَهَر الهاشميونَ حَدَثَ خط يُسمَّى العراقي، وهو المحقق. ولم يزل يزيدُ حتى انتهى الأمر إلى المأمون، فأخذ كُتابه بتجويد خطوطهم وظهر رجلٌ يُعرَفُ بالأحول المحرِّر، فتكلم على رشومه وقوانينه وجَعَله أنواعًا. ثم ظهر قلمُ المُرصَّع، قلمُ (١) النساخ، قلمُ الرِّياسي اختراع ذي الرِّياستينِ: الفَضْل بن سَهْل قلمُ الرِّقاع قلمُ غُبارِ الحِلْية. ثم كان إسحاق بن إبراهيمَ التَّميميُّ المُكْنَى بأبي الحُسَين معلِّم المقتدر وأولاده أكتب زمانه، وله رسالةٌ في الخطِّ سماها: "تحفة الوامِق" (٢).

ومن الوزراء الكُتَّاب: أبو عليٍّ محمد بن عليِّ بن مُقْلَة، المتوفى سنة ثمانٍ وعشرين وثلاث مئة، وهو أول من كتب الخط البديع.

ثم ظهر في سنة ثلاثَ عَشْرة وأربع مئة صاحب الخط البديع عليُّ بنُ هلال المعروف بابن البَوَّاب، ولم يوجد في المتقدمين من كتب مثله ولا قارَبَه وإن كان ابن مُقلة أول مَن نَقَل هذه الطريقة من خط الكوفيين وأبرَزَها في هذه الصورة، وله بذلك فضيلةُ السَّبق وخَطه أيضًا في نهاية الحُسن، لكن ابنَ البوّاب هَذَب طريقته ونَقَّحها وكَسَاها طلاوةً وبهجة. وكان شيخه في الكتابة ابن أسد الكاتب.

ثم ظَهَر أبو الدُّرِّ ياقوت بن عبد الله المَوْصِلي، المتوفى سنة ثمانِ عشرة وست مئة (٣).

ثم ظَهَر أبو الدُّرِّ ياقوت بن عبد الله الرُّومِيُّ الحَمَوِيُّ، المتوفَّى سنةَ سبع وستين وست مئة.


(١) في م: "وقلم"، والمثبت من خط المؤلف، وكذا الذي بعده إذ لم يرد حرف الواو بخط المؤلف.
(٢) تقدم في حرف التاء.
(٣) هكذا بخطه، وهو غلط محض، صوابه: سنة ست وعشرين وست مئة، كما هو مشهور في ترجمته المتقدمة في (٦٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>